✒بالامس كنا نقول أهلاً رمضان والآن نقول مهلاً رمضان ما أسرع خطاك يا رمضان تأتي على شوقٍ وتمضي على عجلٍ.. نعم هانحن نودع رمضان بنهاره الجميل ولياليه العطرة نودعك يا شهر القرآن والرحمة والمغفرة والتقوى والصبر والعتق من النيران ، قبل أيام استقبلنا رمضان وفي اليوم الجمعة وكنا نرحب به وهانحن اليوم في آخر جمعة من رمضان نودعه .. وفي وداع رمضان قال الخليفة رابع الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكان ينادي في آخر ليلة من رمضان (( ياليت شعري من المقبول منا فنهنئه بحسن العمل والصيام والقيام ومن المطرود منا فنعزيه بسوء العمل والصيام .. فإن رمضان كان مدرسة للتغيير نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا لتكون موافقه لشرع الله .. ونحن نودع رمضان نتذكر سرعة مرور الايام فيامن صام لسانه في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب وكانوا من المحافظين على صلواتهم وابتعدوا عن المحرمات وسماع الاغاني واصل حفظك الله على مسيرتك وجد في الطلب ويامن صامت عينه عن النظر غض طرفك ما بقيت ليورث الله في قلبك حلاوة الإيمان ما حييت واتقِ الله ولا تعد المحرمات فإن كنتم ممن استفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين، فصُمتم حقاً، وقُمتم صدقاً، واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه، فاحمدوا الله واشكروه واسألوه الثبات على ذلك حتى الممات. وإياكم ثم إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون, وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان، فبعد أن تنعموا بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ... يقول كعب رضى الله عنه: "من صام رمضان وهو يحدث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود". نعم أحبتي في الله لقد كنتم في هذا الشهر في صلاة وصيام وقيام وتلاوة القرآن ودعاء وصدقة وذكر ذقنا فيها حلاوة الإيمان وعرفنا وتذوقنا حلاوة المناجاة بالاسحار.. رحلت يا رمضان وكيف ترحل عنا وقد كنت خير جليس لنا بفضل الله كنت عوناً لنا ونحن بين قارئ للقرآن وصائم ومنفق للمال وقائم وباكٍ ودامع وداعٍ ومناجئ .. رمضان كيف ترحل وكانت الآيات تذكر والقلوب تجبر والذنوب تغفر ، كنت للمتقين أُنساً وللغافلين حبساً ، رمضان آلا تسمع لأنين وآهات المحبين بلياليك وأيامك .. قال ابن رجب في وداع رمضان: "يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق" * عسى و عسى من قبل وقت التفرق *** إلى كل ما ترجو من الخير تلتقى فيجبر مكسور و يقبل تائب *** و يعتق خطاء و يسعد من شقى فقد رحلت يا شهر رمضان، يا شهر العتق من النيران، يا شهر الصدقة والإحسان، يا شهر الصيام والقيام، يا شهر الفضل والإنعام، يا شهر الخشوع والسجود والركوع، يا شهر القرآن والغفران، يا شهر الحسنات وإقالة العثرات، يا شهر التسبيح والتراويح، لقد رحلت يا شهر العتاق وأذقت الأنام مرارة الفراق. أخيرًا ... أسألُ اللهَ العَلِيَّ القدير أنْ يتقبلنا بقَبول حَسن، وأنْ يُصْلِحَ قلوبَنا وأعمالنا، وأنْ يُعيدَ رمضان علينا باليمن والخير والبركات، إنَّه سَميع مُجيب، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين...