✒قد لاتدرك لطف الله في حياتك، لكنه يدرك في أدق تفاصيلك، وفي سرك وفي كثير من نجواك، ولن تستشعر ألطاف خلق الله دون لطفه وهو اللطيف الخبير.. وإن لله لطائف خفية لا تدركها، فالله يدفع عنك بلايا ورزايا، وعليك أن تسلم الأمر لله سبحانه، ودائماً توكل على الله وقل الحمدلله دفع الله ما كان أعظم .. قبل سنوات خالية كدت أن أحقق حلماً لطالما رجوت الله أن يتحقق، بل كاد أن يكون أفضل وأكمل مما رجوت الله به أن يتحقق، وكنت في حينها أجزم أن الأمر لو حصل لي سأكون أسعد الناس، فدعوت الله أن يتمم أمري وكلي يقين أنه خير لي، لكن ما أراد الله أن يكون لي وصرفه عني، وتلاشى الحلم، وخرجت بخفي حنين، ورأيت في أعين المقربين الشفقه والحزن على ما جرى لي .. والآن بعد سنوات وجدت لطف الله الخفي وحكمته المطلقة عندما تراءت لي أمور كنت قد عميت عنها جعلتني كمن أفاق من سكرةٍ ليرى العبرة ورأيت ألطافَ ربي الخفية بي عندما أعدت شريط الذكريات، إذ صرف عني شراً كنت أظنه خيراً.! ولاحت أمامي أنوار لطف الله الخفي بي خيراً وكأن أحداثها مترابطة في سلسلة واحدة تجر بعضها بعضاً، ولذا قال يوسف في ختام قصته: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ) .. ثم سرعان ما أبدلني الله عنها بنعيم وراحة نفسية مازلت أتقلب بين جنباتها فله الحمد والمنة، في البداية تكره أمراً وتحزن على ذلك، وتتعلق بأمورٍ يطمح لها قلبك فيصرفها الله عنك، ومع الأيام تكتشف أن ما حصل هو خيرة الله لك، وأقدار الله كلها خير، بل فيها كل الخير، طاب بها قلبك أم لم يطب، فلو اطلعك الله على الغيب لرضيت بما قدره الله لك، ولو فتح الله لك الغيب لسجدت شكراً لله على حجبها عنك .. *ترويقة: الطاف الله كثيرة منها.. قد يمنع الله عنك السوء على هيئة عطل في سيارتك أو حادث عارض لسيارتك أو تأخر في استيقاظك من نومك أو مرض في جسمك أو شخص يمنعك من الإقدام على الشيء أو ضيف مفاجئ يمنعك من الخروج أو رفض زواج أو تأخر زواج أو عدم القبول في وظيفة أو تأخر في رزق الأولاد أو والكثير الكثير من الطرق التي تجد فيها لطف الله حاضراً في حياتك .. *ومضة: حلم لم يتحقق، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ولطف الله الخفي وجدته في قوله تعالى: (فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).. وفي قوله: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ..