✒ الحمدلله الذي شرف العلم وأهله واطهر بين العالمين فضله نحمده على فضله وإحسانه ، فإن الله تعالى قد جعل العلم حبلاً ممدوداً وميراثاً مشهوداً لكل من طلب العلم وذلك لفضله فهو أصل معرفه الهدى وبه ينجو العبد من الضلال في الدنيا والآخرة لأنه بالعلم والمعرفه يتعرف العبد على أسباب رضا الله تعالى والحذر من عقابه فكل عبادة يقوم بها العبد لابد لها من علم ومعرفة حتى يؤدي حقها كاملة . فالعلم من أفضل القربات إلى الله تعالى ؛ كما أن العلم أجمل مافي الحياة والقراءة الجادة والصحيحة هي الطريق إليه وهي النافذة التي تطل منها على حدائق الفكر ؛ فهو يجعل طريقة تفكير الفرد إيجابية كما يساعد الانسان على وضع أهدافه وتحقيقها ليشعر بالسعادة لإنجاز هدفه فكلما أزداد الفرد علماً زادت مكانته ومحبته وزاد إحترام الأخرين له ، والأخذ برايه في الامور الهامة . ويدل على مكانة العلم قوله تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }. فالعلم يبقى على مدى الحياة وبعد الموت فاذا مات الانسان انقطع عمله ولايبقى خلفه شيء الا ثلاثه كما في الحديث النبوي الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ). والإنسان لا يولد متعلم وإنما يأتي العلم بالاكتساب والفهم والمعرفة. وميز الله تعالى بين الذين يعلمون والذين لايعلمون قال تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}. وقد ظهرت في حياتنا اليوم الكثير من التخصصات العلمية من كيمياء وفيزياء ورياضيات واحياء والكثير من العلوم المختلفه فعندما يتخصص شخص ما في أحد هذه العلوم ويدرسه دراسة واعيه يصبح بذلك عالماً في فنه ومرجعاً فيه. وبالعلم تبنى الحضارات وتزداد الثقافات ويعد العلم أحد أهم الطرق الموصلة للجنة كما جاء في الحديث النبوي حثاً على طلب العلم من حديث أَبي الدَّرْداءِ رضي الله عنه قَال: سمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يقولُمنْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ). فالعلم نور يضيء الكون ويصنع الحياة الراقية ويخلص البلاد من ظلام الفقر والجهل ويرفع من شأن صاحبه ومنزلته في الدارين: العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرفِ فيجب علينا جميعاً أن نطلب العلم فهو بحر كبير لا ساحل له وعلينا أن نسعى ونشمر عن ساعد الجد في طلبه دوماً سائر حياتنا وفي كل المجالات . ومن أدبيات العلم يقول الشاعر في فضله : العلم زين فكن للعلم مكتسباً وَكُنْ لَهُ طالبا ما عشْتَ مُقْتَبِسا اركن إليه وثق بالله واغنَ به وكن حليماً رزين العقل محترسا وَكُنْ فَتًى ماسكا مَحْضَ التُّقى ورعاً للدِّيْنِ مُغْتَنِما لِلْعِلْمِ مُفْتَرسا فمن تخلقَ بالآداب ظلَّ بها رَئِيْسَ قَوْمٍ إِذَا ما فارق الرؤسا