✒ لماذا يؤذي بعضنا بعضًا؟!! أيها المسلمون: لا تحسدوا أحدًا على ما أعطاه الله، وفتشوا في جنبات حياتكم ستجدون أن الله منحكم كثيرًا من النعم ليست لدى غيركم؛ فاحمدوا الله، واستمتعوا بها.. تذكروا أن العين حق، ونحن مأمورون من منطلق المسوولية الاجتماعية ألا نؤذي أحدًا.. العين حق، هذا حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: ( العين حق وإذا استغسلتم فاغسلوا)، فإذا عُرف العائنُ يطلب منه أن يغسل وجهه وأطراف يديه وداخلة إزاره وأطراف قدميه، توضع في إناء وتصب على المعين، ويبرأ بإذن الله، ولو تمضمض وغسل وجهه كفى هذا مجرب، يصب على المعين ويبرأ بإذن الله ، هذا من العلاج النبوي، كما ذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله. أيها الفضلاء: الإعجاب في الآخرين، و فيما لديهم يؤدي بنا لقتلهم دون أن نعلم، ألم يأمر الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابي بقوله( هلا بركت) حينما رمى بكلمة تدل على الإعجاب فيما عند الآخر، لم يقلها عبثًا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام.. إنما إدراك منه بخطورة الأمر وعِظمه، ومعرفةٍ وعلمٍ بأثر هذه العبارة ( ماشاء الله تبارك الله) وقد فرق أحد العلماء بين أن نقول: ( ماشاء الله تبارك الله) لمن نرا فيه ما يعجبنا.. و( ماشاء الله لا قوة إلا بالله) لما يعجبنا مما يخصنا، كما قال تعالى في سورة الكهف: ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله لاقوة إلا بالله) لن أسرد عليكم قصص المرض والوفاة التي حدثت بسبب العين والحسد؛ لأن أغلبكم إن لم يكن جميعكم يعرفها، وسبق و سمع بها، أو وقف على شيء منها. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا كل هذا؟ و نحن مأمورون بفعل السبب، قبل وقوع المصيبة؟!! متى تتحرر القلوب من الأنانية؟!! ومتى ننشغل بأنفسنا عن الآخرين؟!! ومتى نحرص على تمام الإيمان؟!! قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) و قال صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا). فالتَّحاسُد يكون بأن يحسد كلُّ واحدٍ الآخر، يعني: يتمنى زوال النعمة عن أخيه، هذا هو الحسد، فالحسد أن يتمنى زوال النعمة عن أخيه أو يسعى في ذلك. أليست إصابة المسلم بالعين، من الإيذاء، وزوال نعمة العافية؟ بل و زوال ما يملك من مال و وولد، و غيره من النعم؟ ثم هل ترضا أيها المسلم أن يزول ما عندك من نعم الله؟ كيف إذن ترضاه على أخيك المسلم؟!! أيها المسلمون: ( كونوا عباد الله إخوانًا) هل نتخيل أن يكون خصمنا أمام الله تعالى شخص أصابته العين بسببنا؟ وهل يعقل أن يكون الناس سببًا لوفاة البعض؟؟ أو يتم أطفالهم؟ ألا ما أبشع ذلك..!! أيها القراء: القلب إذا نقص إيمانه، أو قل، أصبح عرضة أن يحل محله أي شيء، حتى لو كان سيّئًا، أو فيه ضرر على الآخرين. اللهم املأ قلوبنا بالإيمان، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان..