✒عندما تثقل الروح ويضيق الصدر وتشعر أن الدنيا بأكملها فوق كتفيك .. عندها إذن تحتاجه ! عندما ينتابك شتات القلب وحيرة العقل ! فحتماً أنت تحتاجه وبشدة أيضاً. وحين تمر بك حالة فتور في عبادتك ، في نوافلك في سعيك الحثيث لمرضاته سبحانه فأسرع له تجد قوتك ونشاطك .. واكثر من ذلك أيضاً .. فالرب حليم بمن كان مدبر ! فكيف بمن هو مقبل !! سبحانه رحيم كريم . عندما تجد أنك تملك روحاً سماوية تعلقت بخالقها سبحانه لكن بدنك يثقل عليك في المسير فاعلم أن الروح لا يضرها مرض البدن بل قد يكون سبباً لقوة انطلاقها وثباتها ولكن مع ذلك فأنت بحاجة له لتستمد مزيداً من القوة والثبات بحاجة لما يُسكن روحك وقلبك لتمضي مطمئناً ... إذن أنت في حاجته ! وكذلك أحياناً تهفو النفس لأمر ما وتتعلق به وتبذل في سبيله كل الأسباب الحسية وتغفل أشد الغفلة عن ذلك الامر ! وما إن تذكر بفضله الا وتتيقن بحاجتها له ؛ حتى وإن كنّا نرى أنفسنا أننا في مكان عليُّ وأننا افضل من غيرنا في العبادة وغيرها إلا إننا في الحقيقة نحتاجه أكثر من ذي قبل وقدوتنا نبينا صلى الله عليه وسلم. فقد كان صلوات ربي وسلامه عليه يكثر منه في مجلسه الواحد وقد يبلغ المئة في العدد ! هذا وهو نبي الله فكيف بنا نحن ! أجزم أن أغلبكم عرف ما أرمي إليه نعم هو الاستغفار ! الأمان الثاني الباقي إلى قيام الساعه فقد روي ذلك عن أحد الصحابة رضوان ربي عليهم (كان في الأرض أمانان من عذاب الله سبحانه فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به، أما الأمان الذي رفع فهو رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وأما الأمان الباقي فالاستغفار، قال الله عز وجل: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون). إذن الاستغفار أمان للروح والبدن والأوطان أمان للامة اجمع. فهو باب للرحمة واسع ومفتاح لخزائنها ومفتاح لكل أمر صَعُب على النفس حتى تلك الأماني المستحيلة في نظر البشر يجعل الله بهذا الاستغفار تحقيقاً لها وزيادة ودونكم هذه الآيات العظيمة : ﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا ما لَكُم لا تَرجونَ لِلَّه وقارا ﴾ تأملوها بقلوبكم واستشعروها والتزموا بها طلباً لما عند الله من خير عظيم وأرجو رحمته وتيقنوا بوعده الصادق. وابشروا. وبعد أن علمنا المراد يجب معرفة المعنى اَي : معنى ( الاستغفار ) ؟! فالاستغفار هو طلب المغفرة من الله تبارك وتعالى والتجاوز عن الذنوب صغيرها وكبيرها ، وهو اعظم الذكر لله سبحانه وتعالى . همسة لقلوبكم : من قال : أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ . الراوي : زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل نعجز عن قولها وترديدها بقلب حاضر ؟؟ بشرى لقلوبكم النقية : دعاء سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة و من قالها من الليل و هو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. وفِي الختام : نستغفر الله ونتوب إليه من كل ذنب حال بيننا وبين رحمته وفضله وجوده وإحسانه ، نستغفره سبحانه من كل تقصير ومن كل زلل ، نستغفره سبحانه لاننا لم نقدره حق قدره ! ... اللهم مغفرةً ترضيك وتبلغنا فردوسك.