كان ولايزال ' سوق الثلاثاء ' موقعاً جاذباً لابناء مدينة ابها ' ومنطقة عسير' ولجميع زوارالمنطقة ' ومصطافيها ' وسيظل رافدا مُهماً لمدينة ' الغيم ' والمطر ' والضباب ' وارض العراقة والانتماء ' وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى يوم الثلاثاء الذي يعقد فيه السوق أسبوعياً ' ويُعتبر السوق من أقدم ' وأشهر ' وأقوى ' الاسواق الشعبية على مستوى المملكة والخليج العربي . . . في الماضي كان السوق ينقسم لعدة أقسام ضمن موقع واحد ' يتداخل بعضه في بعض ' ويضم السوق عدة انشطة أجمِلها في الاتي : نشاط ' المواشي . . نشاط ' الحطب والاعلاف . . نشاط ' السمن والعسل . . نشاط ' الاغذيه والثمار والحبوب . . نشاط ' صناعة وتصليح وبيع الاسلحة البيضاء الشخصية . . نشاط ' الروائح العطرية . . نشاط ' المشغولات والفضيات . . نشاط ' الدِباغة والحياكة . . يقع السوق في الماضي والحاضر في قلب مدينة ابها ' وحسب اطلاعي على الكثير من الكتب ' والمعلومات التاريخيه ' فقد وجدت بأن السوق قديم جدا ' وأَصدق وأدق المعلومات بأنه أعيد ترتيبه ' وتنظيمه ' في عهد الاميرعلي بن مجثل اليزيدي المغيدي ' بعد نزوله من السقا إلى ابها ' عند توليه الإماره بعام واحد ' وتحديدا في شهر محرم عام 1243 للهجرة ' أي قبل قرنين من الزمن ' تنقص ثلاثة أعوام فقط ' حيث اصدر توجيهاته بترسيم وتنظيم العشرات من الاسواق الشعبية على مستوى المنطقة ' وفي مقدمتها سوق الثلاثاء الشعبي' والذي كان يقع للشرق من (قلعته النصر' وقصره مفتاح) بحي المفتاحة ' حيث يبدأ موقعة للعمق الشرقي بزاوية حاده لجهة الشمال ' يعني من راس المملح ' وامام موقع قصر شدا قبل وبعد بنائه ' وموقع أسواق الجمعية ' والذهب ' وموقع شرطة عسير ' وموقع جامع الملك عبدالعزيز ' والمتحف الاقليمي ' ويتصل السوق مع قلعة وقصر بن مجثل من خلال بساتين غناء تقع على ضفاف وادي ابها الشهير ' ويشرف على السوق ' سلطة تنفيذية لها كامل الصلاحية في عهد إمارة بن مجثل ' وإمارة ال عايض ' ومع بداية الدولة السعودية الثالثه في منطقة عسيرعام 1338 للهجرة قبل 102 عام يقوم بالاشراف على السوق وتوفيرالامن والطمأنينه فيه ' أمراء المنطقة' إبتدأ بالامير عبدالعزيز بن مساعد ' وبعد مغادرته ' كلف ' الشيخ عبدالله بن احمد بن محمد ال مفرح بالإشراف على الإماره ' والسوق من ضمن المهام الموكله إليه ' يلي ذلك الامراء ' الشويش بن ضويحي ' وبن سويلم ' والعقيلي ' وبن عفيصان ' وبن نجيفان ' وعبدالعزيزالبراهيم ' وعبدالله العسكر ' وعبدالعزيزالعسكر ' وتركي السديري ' وتركي بن ماضي ' وعبدالله بن ماضي ' وخالدالفيصل ' وفيصل بن خالد حتى عهد الامير تركي بن طلال ' وتُعد قبيلة بني مغيد وبني نمار ' هي التي يعهد إليها متابعة السوق وضبط إيقاعاته ' فيما يختص بالامور القبلية ' وفق آليه متعارف عليها مع القبائل الاخرى ' حيث يتواجداميراو شيخ القبيله ' ويرافقه الاعيان من أهل الرأي والسداد ' جنبا إلى جنب مع منصوب الدوله السعودية ' للرد على اسئلة الامير اوالقاضي فيما اشكل في حال عدم توفرالمعلومة المطلوبه ' وقد كان تمثيل القبيلة ينحصر في شخص اميرالقبيلة اوالشيخ بالذات وتحديدا منذ عام 1338 للهجرة وهؤلاء هم ' عبدالله بن احمد ال مفرح ' علي بن مشيبه ' احمد بن عبدالله بن احمد ال مفرح ' عبدالله بن احمد ال مفرح للمرة الثانية ' أحمد بن سعد ال مفرح ' إضافة إلى وجود شخصيات عامة يستوجب الامر حضورها بشكل رسمي اوقبلي ' وكذلك أعضاء المجلس الاستشاري ' ورئيس البلدية ' ولازال السوق يحظى بأهتمام ومتابعة ' شيخ شمل قبائل بني مغيد وبني نمار حاليا ' الشيخ علي بن سعد ال مفرح . . . سوق الثلاثاء هو أيقونة الادب ' والثقافة ' والاقتصاد ' والتجارة ' لمنطقة عسير بأكملها ' وهو المكان الذي تنشر فيه اخبار الامطار ' والمسافرين ' والحجاج ' وتنفذ فيه الحدود الشرعية ' وتعقد فيه الإجتماعات لكل مايتعلق بالشؤون القبلية واصلاح ذات البين' والتأكيد على حماية الدين ' والانفس ' والاعراض ' والدماء ' والممتلكات ' وفي سوق الثلاثاء قبل عام 1338 ' كان يخصص للامير ' والقاضي مكانا للنظر في القضايا المعروضة ويتم إصدارالاحكام الشرعية فورا ويتم تنفيذها ' واستمرت هذه العاده حتى انتهاء إمارة ال ماضي ' حيث تم ترتيب الامور وتنظيمها مع استلام الاميرخالد الفيصل إمارة عسيرعام 1391 للهجرة . . . سوق الثلاثاء جرى نقله بأمر الامير خالد الفيصل عام 1413 إلى موقع مبنى الشؤون الاسلامية الحالي بأعلى المفتاحة ' لغرض إنشاء سوق يليق بالانسان والمكان ' وفي يوم الثلاثاء 7/ 6/ 1416 إفتتح الاميرخالد سوق الثلاثاء الشعبي بحلته الجديده على مساحة ' 14953 م مربع في موقعه الجديد في قلب حي المفتاحه التاريخي في موقع المشهد السابق التابع للاوقاف ' والذي يعرف حاليا ' بمركزالملك فهد الثقافي ' تم بناء السوق بشكل بيضاوي ومقسم إلى عدة ممرات للمشاة و99 بسطة مكشوفة و100محل تجاري . . . يتم التجهيزللسوق كل يوم اثنين من كل اسبوع وقد تم توزيع انشطته ' لضيق مساحته بعد التطور العمراني الذي حدث مع بداية التسعينات الهجرية ' فتم نقل سوق الاعلاف ' والحطب ' والمواشي الى عدة مواقع مختلفة داخل مدينة ابها ' واصبحت المشغولات العسيرية ' من الفضيات ' واللباس ' والروائح العطرية ' والتحف الطينية ' والعسل ' والسمن ' تباع في عدة مواقع تجارية داخل مدينة ابها ' ويتم تصديرها الى مناطق اخرى داخل وخارج المملكة ' وقام بزيارة السوق وفود محليه واقليميه ودوليه ' وتم التقاط ملايين الصورللسوق ومقتنياته على مدار الحقبة الماضية من قبل الزوار والمهتمين بالتراث والموروث العسيري . . . السوق في الماضي البعيد يطلق عليه سوق (غيثاء ' ويعني ذلك الغيمة الماطرة ' على ارض اصابها المطر) وعُرف فيما بعد بسوق بن مدحان ' نسبة إلى بعض الاسر من قبيلة بني مغيد وبني نمار' من أهل مناظر' وأهل العكاس وآخرون . . . وقد وجدت بعض الإشارات إلى أن موقع السوق ' كان بعض أجزائه في حي مناظر بأبها '' كان ذلك عام 944 للهجرة ' بناء على ماورد في أحدالكتب ' والذي رُصد فيها ' هجرة احد علماء اليمن حيث ذُكر نصاً ( بن مدحان ' ومناظر) وبهذا نصل إلى معلومة مهمة بأن عمر السوق يتجاوز 496 عام . . سوق الثلاثاء بابها يعتبر من اهم المواقع التراثيه الذي يجب ان يسجل في المنظمة الدولية اليونسكو ، كما يجب ان يحظى السوق بالاهتمام الاستثنائي من قبل وزارة البلديات وهيئة السياحه والتراث العمراني وهيئة تطوير منطقة عسير والنادي الادبي وجمعية الثقافه باعتبار السوق واجهه تاريخية واقتصادية وتجارية وثقافية وادبية وسياحية..