هذي بلادي عِشقُ أطيافِ الورَى فيها تُضيءُ أم القُرَى فوق الثّرَى وتُضيءُ طَيْبةُ حين ضمّتْ أحمدا وتشرّفتْ لمّا اصطفاها مهجَرا وطني سَما فوق النجومِ بمَجدِه حتى غَدا فيها المضيءَ النيرا فهو الذي من قلْبِه بزغَ الهُدَى فَعَلا وضاءَ وشعّ ثم تَحدّرا وانسابَ عذْباً صافياً من مَنهلٍ بالحقِّ من ربِّ البريةِ قد جَرَى هذي بلادي عِزُّها متألقٌ فقد ارتقتْ في كلِّ فنٍَ منْبرا سلمانُ قائدُها الذي يَرقَى بها لِترومَ بين الخافقين تَطَوّرا سلمانُ يومَ الحزْم صدّ عدوَنَا عند الثغورِ وجيشُنا قد كبّرا ومحمدٌ عضُدُ المليكِ بعزمِه وبفكره أضحَى جديراً مُبْهِرا تجتاحُ هِمّتُه الثريا دونما وجلٍَ .. في العلياءِ أنْ يتقهقَرا مَنْ كان ينظرُ كالأميرِ مُحمدٍ لرُقي موطنهِ فلن يَتعثّرا هذا الذي كَرِه العُداةُ طُموحَه فازداد عزْماً رغْمَ مَنْ قد كَشّرا وطني سلِمتَ فأنتَ أعظم موطنٍ منْ ذا يساوي موطناً بلَغَ الذُرَى مَنْ ذا يُساوينا ونحنُ لُحْمةٌ مَلِكٌ وشعبٌ كُلّنا لن نُقْهَرا هذي عسيرُ اليومَ جاءتْ كُلّها جَذْلَى تُهنئُ مَنْ عليها أُمِّرا تُركيّ ابنُ المَجدِ ذاكَ أميرُها شهمٌ يحقّ لها به أنْ تفْخرا وأتتْ مجاردةُ الأكارمِ تَحتفيْ بأميرِنا أنعمْ بتركيَ مَخْبَرا وقَفتْ مهنئةً وقد قالت له إنّا مع سلمان لنَ نتأخّرا هذي مجاردةُ الجمالِ بموطني تختالُ حُسْناً فاتناً وتبَخْتُرا هذي مجاردةُ البهاءِ تزيّنتْ وتلبّستْ حُلَلاّ وثوباً أخضرا ولقد تلألأ عِقدُها في جِيدِها من حُسْنِه الوضّاءِ يُبْهرُ من يَرَى فرشتْ لزوارِ الشتاءِ بساطَها فبدا بديعاً سُندُسياً أحمرا وتعطّرتْ من مِسْكِها ورحيقِها وبكفِّها سكَبتْ عليهمُ عنبرا نثرتْ على أضيافِها باقاتِها ورْداً وريحاناً وفُلّاً مُزهِرا وعلى موائدِها تجودُ بشهدِها شهدٌ يشرّفُ من يقدّمُه قِرَى شهدُ المجاردةِ الذي جادتْ به كَسْبٌ لبائعِه وكَسْبُ مَن اشترَى هذي المجاردةُ التي أنسامُها من كلِّ عِطرٍ فاحَ ثم تَنثّرا تاللهِ قد سحَرتْ قلوبَ ضيوفِها بجمالِها بين المدائنِ والقُرَى. شعر رافع علي الشهري ألقيت في مهرجان المجاردة الشتوي لهذا العام 1440 للهجرة.