✒سأحدثك دقائق عن الله تعالى وعن تدبيره سبحانه وعن بعض آثار رحمته وألطافه الخفية: لأنك الله .. أنوار الرضا أبدٌ .. النور دربٌ .. وأيامٌ .. ومفترقُ لمّا عرفتُك .. صار الحبُّ أشرعتي امضي وحيداً .. وعُبَّاد الهوى غرِقوا . سأحدثك ليطمئن قلبك ويهدأ ويزداد لربه قربى وثباتاً -باْذن الله - ﴿وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ لَهُ الحَمدُ فِي الأولى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ آيه عظيمة تعرفك من هو الله ! ومن هو ربك الذي وحدته بالعبادة وافردته بها انه الله .. الرحمن ، الرحيم ، اللطيف ، الكريم ، الجواد ، إنه العفو الغفور ! ، انه العليم الحليم ! يالله أسماء تحوي صفات جليلة تفيض على القلب الخائف الوجل فتغمره وتسكن خوفه وتحييه بماء اليقين بخالقه ومولاه ، إنه الله ! كم بتنا على المعاصي والذنوب والتقصير في عبادته ثم من رحمته بنا أن يوقظنا من غفلتنا فنسارع إلى حماه سبحانه ونذرف الدمع وتلهج الألسن بالدعاء ثم يقبل منا سبحانه فيدفع عنا ما أرهقنا وافزعنا وليس ذاك فقط ؛ بل يثقل ميزاننا بعظيم الأجور وجزيل العطايا ثم ما هي إلا أيّام وننشغل في دنيانا وزينتها وهكذا في كل مرة ! هل تراه قد مل سبحانه ! حاشاه ربي لم نجده إلا رحيماً عفواً لكل منا لابد أنه وجد أثراً خاصاً أودعه الله اياه او أذاقه لذته فمنا من وجد لذة الرحمن به ! ولمس اثار رحمته به مراراً وتكراراً ومنا من وجد اثر القوي العزيز ! في موقف ضعف ذاب له قلبه ! وهناك من وجد حلاوة جبر الله له في كسر خفي عن عباده الأقربين ! ولم يخف عن علام الغيب سبحانه وهناك ايضا من تلذذ بجميل عفوه سبحانه وهو يكابد نفسه ويجاهدها في موقف عَصيب ! ففاز بخيري الدنيا والاخره وما هو الا صبر ساعه ! ومنا ، ومنا ومنا ،،،، كثيرة تلك المواقف والآثار ولو ابصرتها بعين قلبك لطار شوقاً ومحبةً الى خالقه سبحانه لانه علم أن هناك مأمنه وملاذه ، هناك حماه وحياته ، هناك زينته وبقائه ؛ نعم في حماه سبحانه يطيب القلب ويحيى حياة طيبة في ولايته تبارك وتعالى لن يُخذل ! ولن يكسر ! وفي ولايته سبحانه ستأتي الدنيا راغمة حتى تركع بين يدي ذاك القلب المؤمن بربه ، بل الأعظم ستؤهب له بفضل ربه الدار الآخرة وما فيها من نعيم مقيم ! فضل منه سبحانه ، فقط توجه له بقلبك والح عليه سارع له بالخيرات ، تقرب بالنوافل حتى يحبك ! امش اليه ولو حبوا حتى وان تعثرت انهض واقبل ! والله لن يردك الله ! لن يردك الرحمن ! لن يخذلك الكريم اللطيف وهو يراك تتعثر سعيا للوصول اليه والله لن يتركك وانت تغالب ذنوب تتكالب عليك فترفع نظرك للسماء تنتظر رحمة منه سبحانه ولسان حالك يارب قوني عليها فأنت القوي واغفر لي ما أسرفت به فأنت الغفور ؛ واستشعر ضعفك امام ربك وتذلل له فان اوسع باب تدخل منه عليه هو باب التذلل وللأسف الداخلين منه قليل وذلك لغفلتنا عنه: لأنك الله .. دمعي بات نافِذتي نحو السماوات .. أبكي .. ثم أنطلقُ لولا جلالك يا الله بعثرني .. في لُجَّة العمر .. ليلٌ .. نبضه رَهَقُ لأنك الله .. أبقى مورِقاً أبداً كم نبتةٍ خانها في عمرها الورَقُ وفِي الختام: إعلم أن قلبك هو مدار صلاحك وانه محل نظر ربك وبه تصل اليه وتحيى به فاغرس فيه حب ربه واجعله يتشرب معرفته به ويسير بين آلاء نعمته وأثار رحمته مهما تاهت به الدروب سيعود الى حيث مورده الاول الذي ارتوى منه ماء الفطرة واليقين.