إقرأ .. كلمةٌ عندما نتهجأُ حروفها تعودُ بذاكرتنا إلى سنواتٍ قبل ميلادنا هذا ..كلمةٌ وقد حُملت مع طيفِ ملكٍ من السماء إلى الأرض لِتُعلّمُ أفضل خلقٍ من خلق الله نبينا العظيم ولِتُشِعُّ بنورها ظِلماتُ ذلك َالغارِ الذي قد احتواه... ومن ذلك النور الذي صَدعَ بأرجاءِهِ على جُدرانِ الغارِ الُمظلمة.. انبثقت أُمتنا بنورِ العلمِ والمعرفة .. فاأصبحتْ القراءةُ اليوم ركيزةٌ مهمة في بناء شخصية الإنسان لتدور بعجلة فكرهِ إلى أن يكون شخصاً آخر يسعى إلى اكتساب الثقافة والعلم .. فإقرأ كلمةٌ أبجدياتُها مختلفة.. إقرأ معنىً إلهي ولفظٌ راقي يصعب صناعته بشرياً فقد تُرجم ذلك المعنى باالقراءة فاتسمت حُروفها بعُمق ِالمعنى ودلالةٌ على الثقافة .. هي غذاءٌ للعقل هي ارتقاءٌ بالفكر فحضارةُ الأُمِمِ اليوم وتطوراتها تحتاجُ إلى عقولٍ ترتَادُ بشغفٍ لطياتِ الكُتُبِ وصفحاته ولتزدَهِرُ عقولهم بحروفٍ مختلفة تعكسُ بنورها ازدهار الوطن.. امنحوا لعقولكم فترة سياحة.. .سافروا عبر الزمنِ وأنتم جالسين في أماكنكم .. سافروا في بحرِ الكُتبِ وتعمقوا في صفحاتها اقتنوا الحديثَ منها والقديم اسسوا مكتبةً من المعلومات في ذاكرتكم وكونوا على دراية ٍ بما جَرَى في الأمم السابقة وتعرفوا على تاريخها وحضاراتها وارسوا بسُفُنِ ثقافتكم على شواطئُ مستقبل ِ أمتنا . قرروا أن تخوضوا في عالم القراءة..في عالم صناعة الألفاظ .. اجعلوها جزءاً من حياتِكم ويومياتكم بمجرد أن تُمسِكَوا كتاباً لتقرأوا فطُرقِ المعرفةِ تنفتِحُ أمامكم ، وتمشوا بدروبٍ لم تسلُكوها منذُ قبل وحتماً ستنعكِسُ ُإيجاباً على أذهانكم وتُكسبُكم سمواً وارتقاءاً للنفس، وتُعلمكم انتقاء الكلمات وترتيبها .. وقد صدق الشاعر حيثُ يقول .. وخير جليس المرء كُتب تفيده علوماً وآداباً كعقلٍ مؤيدِ لذا هي القراءةُ من تجعلُكَم دائماً باتصالٍ مستمرٍ بالآخرين وبالعالم الآخر وتُعرَّفُكَم على ثقافاتٍ وعلومٍ مختلفة وتُكْسِبُكم من أصحابِ تلكَ الكُتب صداقة ً تُحس ُّ بفضلها وطُرقاً متنوعةً في التفكير .. فمن هنا قد بنيتَ لنفسِكَ مجداً ثقافياً تُنافِسُ فيه عقولاً خيّم على نشاطها صمتُ الجهل الثقافي.. قيل للمأمون ما ألذُ الأشياء ؟ قال التنزه في عقول الناس ..(يعني القراءة في الكتب) عيشوا دائماً بين رياض الكُتبِ ..وانتقوا من فوائدها ..وسطروا من الأقوال ماينفعكم اجعلوا لكم دائماً إرثاً ثقافياً .. فالقراءةُ منهاجُ حياة فااصنعوا لأنفسكم يومَاً ثقافياًوخوضُوا في صفحاتِ أي كتاب وعيشُوا بين معاني حروفه انظروا كيفَ لساعاتِ يومكَم ستتوجُ باأعلى مستويات الفائدة .. فالقراءةُ النافعة هي من تجعلُ الإنسان أكثرُ تقديراً لنعمة الوقت، وتجنّب هدره في أمور غير نافعة وغير مجدية.. وتمنحكُم تاج الرفعةِ في الحياة الدنيا والآخرة لأنها من أسباب العلم والله يقول عز وجل ( يرفعُ الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات.) . لا تُحرموا أنفسكم تلك المعاني الجميلة باكتساب الثقافات الفريدة. عززوا ثقافة القراءة في نفوس أبنائكم ...واجعلوا الكتاب جليسهم ..فغداً هم جيلُ المستقبل وصانعيه فقد سخرّ وطننا العظيم اليوم في ظلِّ قيادةٍ أعطت للثقافةِ قُدسيةً خاصة فسطرت للمجدِ عنواناً بأن تعيشُ أمةُ إقرأ مجدها الثقافي وأن تبني للكتاب مسرحاً للعرض ..فهذه الأيام هي أيامُ الثقافة فأولى بوابتها معرض جدة للكتاب وقد سطرت له عنواناً (الكتاب ُحضارة ) فسخرت لحضارة العقول البشرية من كل أطيافها أن تجتمع تحت سقفٍ واحد هو سقف المعرفة ..عيشوا اللحظات الثقافية بين أروقة هذا العرُس ِ الثقافي وقفوا دقائقَ صمتٍ مع عناوين الكتب واقتنوا ما يغذي عقولكم ..واغتنموا الفرص المعرفية وحققوا المجد لوطنكم فتقدم الأمم بثقافة ابنائها ..