في مثل هذه الايام من كل عام هجري تطل علينا بدعة متجددة واخذت في الانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي وما فيها من إنفتاحٌ على العالم واستقبال مافيه دون إنتباه لخطورتها على الجيل فهي تتسرب واهلها لا يملون من الترويج لها مع ما يواجهونه من إنكار أهل العلم والصلاح فكلما احدثوا طريقة ! أقام الله لها من يردها ويواجهها بنفس المجال هذه البدعة هي الإحتفال بالمولد النبوي ! والباعث لها كما يزعمون ويرجون ! هو الحب للنبي صلى الله عليه وسلم وضرورة إظهاره ومشاركة الناس فيه! والعجيب في هذا الحب ! أنه لا يدعوا لطاعة امر بها النبي صلى الله عليه وسلم ! ولا عن إحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم سواء القولية او الفعلية او حتى ما أقر صحابته عليه ! إذن هو حبٌ زائف حبٌ لساعات قليلة زائلة مخلفةً ورائها الكثير من الاوزار والاثام ! لذا يا من تريدون حب النبي صلى الله عليه وسلم تأملوا حال نبيكم صلوات ربي وسلامه مع ربه فكلنا نعلم مكانته عند ربه - جل وعلا - هل أنزل الله في كتابه آية واحدة تأمر بهذا الاحتفال ؟!!! وهل أحتفل هو صلى الله عليه وسلم بيوم مولده !! وكذلك خيرة الخلق أنذاك الذين هم صحابته رضوان ربي عليهم اجمعين ، وكذلك في افضل القرون من بعدهم ( التابعين وتابع التابعين !) والله إنهم افضل الامة المحمدية حملوا الدين ونشروه بشعائره صغيرها قبل كبيرها ولم يذكروا الاحتفال المزعوم ! ولم يأمروا به كونوا اصحاب عقول واعية مدركة لما حولها لا تأخذكم بهارج وزيف كلمات من يدعوا لهذه البدعة وتصدوا لها وإياكم والتهاون فيها فالاجيال القادمة أمانة غذو عقولها بصحيح السنة وأوردوها موارد نبعها الصافي لتقوى وتلحق بركب سلفها الصالح فهم عماد الامة وقوتها أخبروهم أن برهان حب النبي صلى الله عليه وسلم الصادق هو طاعته واقتفاء أثره .كما قال الله عز وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع اجعلوها في قلوبكم وأمام أعينكم وانشروها هذه القاعدة الربانية التي شرعها الله وحده وهي المقبوله عنده الى قيام الساعه إن كنت تُحبه ! فاتبع أثره ولا تحيد عنه قدر أُنملة ! انظر لحال الصحابة وشدة حبهم له صلى الله عليه وسلم ! فارقوا الاهل والاوطان واختاروا جِواره صلى الله عليه وسلم والعيش معه بل وصل حبهم له لدرجة أن فدوه بأرواحهم وأرواح آبائهم وأمهاتهم ! هذا هو الحب الصادق الذي يرجو صاحبه المنازل العلية والجِوار العظيم والشفاعة الكبرى والورود على الحوض ، يوم يُرد عنه ويمنع منه من خالف وحاد عن السراط وهو من الامة المحمدية ! نعم هناك ينتظرنا نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه ينتظر بلهفة المحب المشفق يعرفنا كما يعرف الرجل خيله المحجلة ! بين خيول سود وحمر ! يعرفنا بالعلامة الخاصة بالأمة المحمدية ( بياض ساطع من أثر الوضوء ) وفي الختام أيها الكرام كونوا أسوداً للسنة النبوية و اغنموا شرف نشرها وإحيائها والذود عنها قال صلى الله عليه وسلم { بلغوا عني ولو آية } وقال صلى الله عليه وسلم [ نضر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ] نضّر الله وجوهكم .