تأتي الذكرى ال 87 على بلادنا المملكة العربية السعودية ،وهي تنعم بمزيد من الاستقرار والأمن والسلام ،وتحظى بمكانة بارزة من خلال ثقلها الاقتصادي والسياسي بين دول العالم ،وقبلهما مركزها الديني الذي يميزها على مستوى العالم بما يجعلها قبلة مليار مسلم أينما حلوا وارتحلوا ،كذلك ماحققته من وثبات في التقدم في جميع المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية ،وبمزيد من العزم على تحقيق التطلعات لأبنائها، وما أدل على ذلك القول ؛إلا وجود رؤية 2030م التي تنظر من خلالها حكومة بلادنا إلى مرحلة مهمة في بناء الوطن ،لم يعد النفط فيها هو أساس اعتمادها الوحيد في مجال التنمية الاقتصادية ،وتحقيق الطموحات التنموية ،بل تحول الإنسان السعودي إلى كونه هو الاستثمار الحقيقي لصناعة وطن متقدم آمن مستقر . في يومنا الوطني ال 87 لا أريد أن أحول مقالي إلى سطور تقليدية متخمة بحصر مابلغناه من تنمية شاملة في جميع الميادين،على سبيل المثال "تعليمنا العام والجامعي" وتلك القفزات التي حققها كما وكيفا ،حتى أصبح طلبة مدارسنا يزاحمون طلبة العالم على صعود منصات التكريم في المسابقات الدولية في العلوم والرياضيات والمخترعات ،وفي الطب وعلوم وميادين عدة ،أنا لاأريد التوقف عند تلك السطور فقط لأحصي ماحققناه في الصحة ،في المواصلات ،في الاقتصاد على جمال تلك السطور التي تشعرنا بالفخر ،لأنه لن تكفيني مقالات عديدة لأحصي منجزات الوطن . أنا كل ما أرغب فيه في يومنا ال 87 أن يجلس "الكبار إلى الصغار" داخل كل بيت ،وأن يتحدث "المعلمون إلى طلابهم" وأن يخاطب "الدعاة مجتمعهم عبر منابرهم " وأن تتحدث "الأسر إلى أفرادها" جميعهم جميعهم بودي أن يتوقفوا في أحاديثهم في يومنا الوطني عند العنوان الأبرز(كيف كنا،وأين أصبحنا ،وماالواجب علينا) كي نحفظ للوطن مقدراته ومكتسباته ،وما بناه الأجداد والآباء ،في هذه الأوقات بالذات ،التي نرى فيها رحى الحروب والفتن والقلاقل " تطحن " دولا ومجتمعات في منطقتنا العربية ، ونشهد الأطماع التوسعية تحيط بنا ،وتربص الأعداء التي تحركهم خطط التآمر لزرع القلاقل والفتن ،ونزع الاستقرار من بيننا ، والتغرير بشبابنا لجعلهم حطبا لوقود أجنداتهم ،كي يرمونهم في ميادين الصراع مستغلين عواطفهم ،هنا كم أتمنى أن يتحدث " المجتمع إلى المجتمع " بكل طوائفه وشرائحه وناسه " عن أزمنة سبقتنا عاشها أجدادنا وآباؤنا ،عانوا فيها من أزمنة الخوف ،والجوع ،والشتات ،والمرض ،حتى قيض الله بفضله وعزته وجلاله ،طيب الذكر ،بطل الوحدة والتأسيس(المؤسس الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) طيب الله ثراه ،الذي أرسى أعمدة الوطن بمعاونة المخلصين من رجالاته ،فشكل وطنا على قلب رجل واحد ،ربط شرقه بغربه ،وشماله بجنوبه ،وكانت نجد هي قلب الوطن النابض الذي التفت حوله جميع مناطق الوطن الكبير المملكة العربية السعودية فكانت عنوان وحدته،ثم سار على منهجه منهج الحق أبناؤه الملوك البررة رحمة الله عليهم ،حتى عهد سيد الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله وسدده . أنا بودي هذا "الجيل والشباب"الذين يكوّنون الحصة الأكبر من بلدنا ،الذين يقدرون بنسبة 70% أن (يشعروا أكثر بالنعم) التي ينعمون بها داخل وطنهم ،بالأمن الذي يحسدهم عليه كثير من الشعوب حولنا ، بالوحدة التي جمعت الإنسان في مملكة السعودية "تحت راية العز التي ندعو الله أن تبقى خفاقة وهي تحمل كلمة التوحيد" لا إله إلا الله محمد رسول الله " بودي أن يعرفوا أن هناك خونة وعملاء ،وأعداء في الداخل والخارج لايهمهم " الوطن " بقدر مايهمهم أن يروا المسيرات والمظاهرات والعصبيات والاقتتال لاقدر الله ذلك لهم ولاحقق أحلامهم تسود بلادنا ،بودي أن يعرفوا أن ولاة أمرهم ( آل السعود ) الذين في رقابنا لهم بيعة وعهد وقسم ،بأن نكون سلما لمن سالمهم ،وحربا على من حاربهم ؛إنما هم يعملون بصدق وإخلاص وإيمان (للوطن والمواطن)في كل منطقة وأن لديهم عزم وتصميم ،على تحقيق خطط الإصلاح والبناء والتنمية ،فلايسمعوا للأعداء نعيقهم ،فهم أعداء ،ولا للخونة ولا للعملاء صراخهم ،وإن تظاهروا لهم بالوطنية ،وإن أدعّوا حب الوطن زورا ،من الذين يتسترون خلف ألقاب تدعي أنها ناشطة في مجال الحقوق ،أو الإصلاح في الداخل أو الخارج ، من الذين ينتهزون الأزمات ،وانشغال الوطن ،كي يفتحوا "أبواب الفتنة بمطالب " متناسين أن الوطن بني على ثوابت ،وقام على الكتاب والسنة لن يدخر جهدا في الأخذ بكل جديد ومفيد لكنه (لن يتزحزح قيد أنملة عن ثوابته) التي بني عليها ليرضيهم ،حمى الله الوطن من كل شر ،وأدام أمنه ،وعز قادته ،واستقرار شعبه .