بين وقت وآخر يظهر في وسائل إعلام خارجية بعض الأشخاص الذين ينتسبون إلى وطننا المملكة العربية السعودية، يسمون أنفسهم ب"ناشطين حقوقيين"، أو"إصلاحيين"لا يفتؤون من ترديد مزاعمهم في الإصلاح، ورد الحقوق، وكأن إصلاح الوطن، ورد حقوق المواطن إنما هي من الخارج، أو بإملاء خارجي، أو من خلال الاستقواء بجهات وأشخاص ودوائر من الخارج، وما علموا بأننا دولة ذات سيادة، وأن المواطنين بشرائحهم كافة يعلمون بأنهم يعيشون في دولة بها مؤسسات وجهات ذات اختصاص، وأن اللجوء لجهات دولية ومنظمات حقوقية، ما هو إلا"استقواء بالخارج"بوسائل إعلام وأشخاص وجهات مشبوهة أو غير مشبوهة، لا يعرف أصحابها من ضوابط الشريعة التي نحتكم إليها شيئاً. بل يظن القائمون على تلك المنظمات أننا يمكن أن نتنازل عن حكم شرعنا الذي نزل من عند الله، ونحتكم إلى قوانينهم التي وضعوها، متناسين - كذلك - بأننا دولة إسلامية، ومجتمعنا مجتمع مسلم، مع الأسف هؤلاء الأشخاص المستقوون بالخارج استمرأوا الانتقاص من الوطن وتشويهه، وتقليل ما تحقق له، متجاهلين"عجزهم عن ممارسة واجباتهم الوطنية"، يجب"الأخذ على أيدي من يتجاوز حدود وطنه"، لأنهم مارسوا تشويه صورة المجتمع، والإساءة للدولة، وتخطوا مراجعهم من ولاة الأمر والمسؤولين الذين فتحوا صدورهم، وشرعوا أبوابهم، وعقدوا العزم على عملية الإصلاح والبناء، وأعلنوا مكافحتهم للفساد، وأنشئت لجنة لمكافحة الفساد، وهي جهود لا ينكرها منصف. إن شأننا شأن كل مجتمع، هناك الخيرون، وهناك الأشرار، ولو تأملنا ما تحقق لنا خلال عمر قصير، لو قيس بعمر كثير من الدول، من ازدهار وأمن واطمئنان، لوجدنا أننا حققنا إنجازاً كبيراً نفاخر به، قياساً بما كان عليه الوطن قبل خمسة عقود أو تزيد، وما ننعم به من استقرار سياسي واجتماعي واقتصادي، يبقى أمراً غير مفرح لكثير من الدول والجهات التي تعاني الاضطرابات، وتتطلع لسيادة الفوضى والقلاقل في بلدنا"لا حقق الله تطلعاتهم الخبيثة". يجب أن نشكل لحمة وطنية من توحدنا، ونصطف خلف قيادتنا لإفشال مشاريع الأعداء، ممن يضمرون الشر لبلدنا، وأن نفسد مخططاتهم، فهم لا يهمهم إصلاح أوضاعنا بقدر ما يتمنون سيادة"الفوضى والفتن داخل المجتمع"، وليعلم الناشطون أن"الإصلاح لا يأتي من الخارج، وليعلموا بأن دائرة الإصلاح دارت بتوفيق الله، ثم بمتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وهم ولاة أمرنا، وقد حكموا فينا شرع الله المستمد من الكتاب والسنة، وفي هذين الوعاءين تصب كل طرق وأساليب العيش، مع الاستفادة من الغرب، من دون أن نتخلى عن ثوابتنا، أو نساوم على مبادئنا. يجب ألا ينسى كل من يستقوي بالخارج، أن ولاة أمرنا بايعهم أجدادنا وآباؤنا ونحن من بعدهم، وعلى النهج نفسه ماضون، ولهم في ذمتنا بيعة، بايعناهم أننا سلم لمن سالمهم، وسالم الوطن، وحرب لمن حاربهم، أو حاول أن يمس الوطن، نحن وإياهم نستقل سفينة الوطن، وإننا لن ندعهم يمارسون ما يمكن أن يجعلهم يغرقونها ونحن نتفرج عليهم. محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط [email protected]