العنوان استوقفني كثيراً قبل أن أضعه...فقد سمعت هذه الكلمة من صديق لي وبعد مناقشته اتضح لي أنه مسلسل للمثل نور الشريف و لا أعلم عن خفايا هذا المسلسل شيئاً ولكن وضعته عنواناً لموضوعي فقط بعيداً عن أحداث أو وقائع ذلك المسلسل. فلقد كان الآباء وبكل مصداقية يكرمون بل ويجلون المسئول و يحترمونه احتراماً وتقديراُ لولي الأمر و لما يقوم المسئول آنذاك من أعمال جليلة لخدمة المواطنين و الوطن بلا كلل أو ملل بل ويتلمس احتياجاتهم بنفسه و أذكر عندما كنت طفلاً صغيراً زارنا مدير التعليم في ذلك الوقت الفوزان رحمه الله ليفتتح عدة مدارس في قريتنا وجميع القرى المحيطة لنشر العلم بنين وبنات بل وعمل مدارس حكومية في كل قرية وبعضها الآن اقفل لنزوح الناس للمدن لنقص الخدمات في القرى بسبب تغير مفهوم المسئول الآن عن ذي قبل ....... لو رأيت أبي ذلك المسئول أمام الملايين كيف يستغل كلمة ذا مفهوم عقدي في توحيد الإلوهية (توكل على الله)ليطرد مواطناً يريد حقه من التنمية كبقية مناطق المملكة للأهلة ولمحافظته و هو حق مشروع لكل مواطن ثم اختلقت له الأعذار ليكون رمزاً للرجل الصالح ويفلت من المسائلة....فكيف احترمه يا أبي ....فعذراً نعم عذراً أبتي لن أعيش في جلبابك ..... لو رأيت مديراً لجامعة يقبع سنين عجاف ليبني جامعة تضم عدة محافظات وكليات استولى على البوفيهات و شغل عمالة مجهولة ترك العملية العلمية و أخذ يفكر كيف يأكل قبل الرحيل استقدم يا أبي عمالة بنقالية و هندية بشهادات مزورة ليدرسوا أبنائنا و ليخفف الرواتب فبدل أستاذ دكتور بريطاني له عدة مؤلفات و يفيد أبناء الوطن وبراتب مكلٌف تم إلغاء عقده واستقدام براتبه عشرة بنقالية عذراً يا أبي إذا قلت أن هذا تفكير دكتور أو معالي مدير جامعة فعذراً أبي لن أعيش في جلبابك و أحترمه عذراً عذرا أبتي.... احد عمداء هذه الجامعة المنسية قد تدخل على ولي الأمر ولا تدخل عليه طبق نظامه الأعمى دون مسائلة ...فصل طالباً بعد حصوله على الشهادة لمشادة بينهما بعد التخرج عقد الطلاب بسياسته دون رقابة أو رادع ديني أو نظامي أو حتى مسائلة من معالي المدير الغارق في بحر التجميع المالي ....فعذراً يا وطني و عذراً يا أبتي لن أعيش في جلبابك....... مسئول أخر يلغي مجلس المنطقة بل يهمشه و يتصرف بالأمور في المنطقة كيفما يراه و يرمي من يريد بالتهم وينقل بل ويسجن من يريده ضاربا بمصالح الوطن و المواطنين عرض الحائط بعد ما وثق فيه ولاة الأمر ...فلن أحترمه لا ...ولكن عذراً أبي نعم عذراً لن أعيش في جلبابك ...... مسئولا أخر يقرب ذويه لمناصب إدارية و يهمش أبناء بعض القبائل عنصرياً دكتاتورياً يستغل منصبه ليعطي أبنه سيارة الدولة بعدما سجله سائقاُ وهمياً و يعطيه كوبونات بنزين عدة سنين وعند اكتشافه وجد أنه موظف اسماً وطالباً مسجل بالكلية وسيارة من إدارة التربية والتعليم و كوبونات بنزين تصرف له ونحن يا أبي نرهن البطاقات لتعبئة السيارة بنزين ريثما تنزل المكافأة ...فكيف أحترمه ....عذراً يا أبي فلن أعيش في جلبابك....... أخر في وزارة الموصلات وبعد ترسيه مشروعاً هاما ينتظره المواطنين و هو إنشاء سكة حديد تصل الشمال بالجنوب واعتمدت الميزانية من ولاة الأمر حفظهم الله تم تغيير معالم الخريطة و ملخصها أن الجنوب يعني جنوبالقصيم ؟؟؟ متجاهلاً أربع مناطق إدارية هامة بالمملكة وهي(عسير/نجران/جيزان/الباحة) بسبب عنصرية قبيحة و تراث قبلي زائف و ما يدري أننا نحفظ الحدود ونؤمن الخائف و نحفظ العهود و نعقل الجاهل و نسمع من به صمم ....فكيف أحترمه ....عذراً أبي عذراً فلن أعيش في جلبابك ..... وفي هذا الموقف تذكرت قصيدة للشاعر الكبير عبد الله البرد وني لعلها تصف حال أمتنا وقد قالها قبل ما يقارب الخمسين أو خمس واربعين سنة استعرض بعض الأبيات منها: يا قاتل الظلم صالت هاهنا و هنا فظايع أين منها زندك الواري أرض الجنوب دياري و هي مهد أبي تئنّ ما بين سفّاح و سمسار يشدّها قيد سجّان و ينهشها سوط ... ويحدو خطاها صوت خمّار تعطي القياد وزيرا و هو متّجر بجوعها فهو فيها البايع الشاري فكيف لانت لجلّاد الحمى " عدن "و كيف ساس حماها غدر فجّار ؟ وقادها وعماء لا يبرّهم فعل و أقوالهم أقوال أبرار أشباه ناس و خيرات البلاد لهم يا للرجال و شعب جائع عاري أشباه ناس دنانير البلاد لهم ووزنهم لا يساوي ربع دينار و لا يصونون عند الغدر أنفسهم فهل يصونون عهد الصحب و الجار ترى شخوصهم رسميّة و ترى أطماعهم في الحمى أطماع تجّار *** أكاد أسخر منهم ثمّ تضحكني دعواهم أنّهم أصحاب أفكار يبنون بالظلم دورا كي نمجّدهم و مجدهم رجس أخشاب و أحجار لا تخبر الشعب عنهم إنّ أعينه ترى فظائعهم من خلف أستار الآكلون جراح الشعب تخبرنا ثيابهم أنّهم آلات أشرار ثيابهم رشوة تنبي مظاهرها بأنّها دمع أكباد و أبصار يشرون بالذلّ ألقابا تستّرهم لكنّهم يسترون العار بالعار تحسّهم في يد المستعمرين كما تحسّ مسبحة في كفّ سحّار *** ويل وويل لأعداء البلاد إذا ضجّ السكون وهبّت غضبة الثار ! فليغنم الجور إقبال الزمان له فإنّ إقباله إنذار إدبار *** و الناس شرّ و أخيار و شرّهم منافق يتزيّا زيّ أخيار و أضيع الناس شعب بات يحرسه لصّ تستره أثواب أحبار في ثغره لغة الحاني بأمّته و في يديه لها سكّين جزّار ! حقد الشعوب براكين مسمّمة وقودها كلّ خوّان و غدّار من كلّ محتقر للشعب صورته رسم الخيانات أو تمثال أقذار و جثّة شوّش التعطير جيفتها كأنّها ميته في ثوب عطّار *** بين الجنوب و بين العابثين به يوم يحنّ إليه يوم " ذي قار " *** يا خاتم الرسل هذا يومك انبعثت ذكراه كالفجر في أحضان أنهار يا صاحب المبدأ الأعلى ، و هل حملت رسالة الحقّ إلاّ روح مختار ؟ أعلى المباديء ما صاغت لحاملها من الهدى و الضحايا نصب تذكار فكيف نذكر أشخاصا مبادئهم مباديء الذئب في إقدامه الضاري ؟ ! يبدون للشعب أحبابا و بينهم و الشعب ما بين طبع الهرّ و الفار مالي أغنّيك يا " طه " و في نغمي دمع و في خاطري أحقاد ثوّار ؟ تململت كبرياء الجرح فانتزفت حقدي على الجور من أغوار أغواري *** يا " أحمد النور " عفوا إن ثأرت ففي صدري جحيم تشظّت بين أشعاري " طه " إذا ثار إنشادي فإنّ أبي " حسّان " أخباره في الشعر أخباري أنا ابن أنصارك الغرّ الألى قذفوا جيش الطغاة بجيش منك جرّار تظافرت في الفدى حوليك أنفسهم كأنّهنّ قلاع خلف أسوار نحن اليمانيين يا " طه " تطير بنا إلى روابي العلا أرواح أنصار إذا تذكّرت " عمّارا " و مبدأه فافخر بنا : إنّنا أحفاد " عمّار " " طه " إليك صلاة الشعر ترفعها روحي و تعزفها أوتار قيثار