عندما نطق الرجل التونسي أحمد الحفناوي بهذه الكلمة:هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية عندما طاح حكم الطاغية بن علي والذي دام 23عام وهو يرضخ تحت الذل و الاستعباد وضياع الحقوق العامة والخاصة كانت مثلاً. نعم هرمنا يا وزير التعليم ونحن ننتظر المائة يوم لنرى أمل وهرمنا بل وضعنا بين الألوان والأقلام لنرى ما نصبوا إليه من تطور و رقي في تعليمنا. هرمنا ونحن نرى حقوق المعلمين تهمل بل وتهمش وهم يمتثلون مهمة الأنبياء والرسل ولكن لا ناصر لهم إلا الله وكفى. هرمنا وليس هناك مساواة بين المعلمين من حيث:سنوات الخدمة/الشهادة الدورات/الهجرة/الخ الخ الخ. هرمنا ولم نرى تقدم واضح للتعليم رغم الميزانيات الهائلة و الدعم السخي من ولاة الأمر حفظهم الله وتسرب الأموال في غير وجه حق. هرمنا ونحن نشاهد المدارس تتساقط أبنيتها في أول شهر من استلامها من المقاول و حاجتها للترميم قبل الشروع في استخدمها. هرمنا ونحن نرى تهميشا واضحا لمد يروا المدارس من قبل الوزارة و إدارات التربية والتعليم و مكاتب الاستقدام أسف مكاتبها. هرمنا ونحن نستقبل خطابات من مكاتب التربية والتعليم خارجة عن أنظمة وزارة التربية والتعليم بل و تعاليم وزارة الداخلية بدعاوى باطلة. هرمنا ونحن ننتظر صلاحيات واسعة لمدير المدرسة في مدرسته فيما يتعلق بالميزانية التشغيلية والطلاب والمعلمين. هرمنا ونحن نرى ظلم الترسيم لأصحاب الثانويات لمراتب عليا و أصحاب البكالوريوس لم يحسن وضعهم أو يرقوا لمراتبهم المستحقة نظاما. هرمنا ونحن نرى الظلم والجور والعنصرية في الترشيحات للإدارة المدرسية أو للإشراف أو حتى للمدارس الليلية. هرمنا ونحن نرى المقاولين يتقاسمون المشاريع و لم نرى لها أثارة أو غبار ويغطيه المسئول بعباءته الشفافة. هرمنا ونحن نرى تسلط القوم على مفاصل العمل التربوي و نبذ الأخر بل واتهامه بالخيانة لقوله كلمة الحق. هرمنا ونحن نرى تسلط الشيخ تربوي(أصحاب المستويات) على رئاسة جميع الأقسام بتعليم عسير و تهميش أصحاب المراتب العليا موظفين عاديين. هرمنا ونحن نرى تولي الإدارات الهامة بتعليم عسير لأصحاب المراتب الدنيا و هناك منهم أعلم بل وأعلى منهم مرتبة ولكنهم موظفين عاديين لأن المرجع ليس راض عنهم هرمنا ونحن نرى عشوائية التوزيع للمدارس في محافظة خميس مشيط وتكدس الطلاب في المدارس كل عام. هرمنا ونحن نرى المدارس بلا عمال نظافة و تجديد الأثاث سنوياً رغم رسائل المساعد للشئون المدرسية لذر الملح في العيون. هرمنا ونحن نرى المجاملات والاجتماعات و اللقاءات و الندوات و التعاميم ولم نرى لها أثرا في الميدان. هرمنا ونحن نرى التعليم من سيء إلى أسوءا ومن حفرة إلى أخرى و من جرف إلى واد وهلم جرا. هرمنا ونحن ننتظر و سنهرم حتى نموت ونحن نحلم بغد مشرق و مستقبل مزهر و مهما نهرم فسنموت ونحن نحلم و سنحلم حتى نهرم و نموت. وصدق الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة وواكب ذلك أمر القدر فلا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر