تصل فنتازيا أفراح الزواجات لدينا ذروتها إذا عرفنا أن مناسبة فرح في مدينة بيشة كادت تسقط طائرة مدنية، ومناسبة أخرى في حفر الباطن عطلت سير الحركة المرورية، وحجوزات محلات الحلويات تصل لأرقام فلكية، على الرغم من أن أغلب المعازيم من الجنسين يعانون من السمنة وداء السكري، يعني «يكومون» الحلويات و«يرتزون» حولها للتصوير ويكحلون عيونهم بهذه الأشكال الجمالية فقط. لو توقفنا عند مشهد عشوائية أفراح الزيجات التي تنتشر طوال الصيف في كل المدن السعودية فسنصل لحقيقة واحدة وهي «محرقة ملايين الريالات» في الهواء الطلق وقد تصل لمليارات من الريالات. في قصور الأفراح والقاعات وصالات الفنادق الفخمة «محرقة ملايين من الريالات» هذه الملايين أو المليارات تذهب في فساتين تُلبس مرة واحدة فقط، وفي «مفطحات» لا تذهب لبطون الجائعين الذين يبحثون عن رغيف خبز بل تذهب هذه الأطنان من المأكولات للنفايات، أما حكاية الصداق وما يصاحبه من هدايا فحدث ولا حرج. أعرف أسراً عريقة يملكون المال والجاه لا يقيمون مناسباتهم في قصور أفراح ولا فنادق ولا صالات بل في منازلهم بشكل مختصر ومقنن للغاية، فيبارك الله في مالهم وأفراحهم، ويصاحب كل خطواتهم الدعاء بالتوفيق والسداد، وسمعنا عن أسر تعيش على الكفاف وعلى الرغم من هذا تصر على إقامة حفلاتها بشكل يصل للبهرجة وكلها ديون يئن منها العريس وزوجته عشرات السنين. بعض الأسر السعودية والخليجية تبعثر الأموال طوال الصيف، وتدخل في سباق زمني من أجل المظاهر التي تصل للمجاهرة بالمعصية، وبعضها يفضل الستر والهدوء في جو تحف به الملائكة بدلا من شياطين المساء. نشر هذا المقال في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (201) صفحة (17) بتاريخ (22-06-2012)