العشاء الأخير والرحيل المر لا أدري هل الوقت مناسب .. أم لا .. على الأقل بالنسبة لي .. ولكنني علمت مؤخراً بأن أخونا سعادة المهندس عبد الكريم عبد الله الحنيني – وكيل إمارة منطقة عسير .. وأيضاً لا أستطيع القول الحالي أو السابق .. وأيضا لا أستطيع الجزم بأنه الرحيل المر إلى غير رجعة ، أم مؤقت لأن علم ذلك عند من يعنيهم الأمر من ولاة الأمر بعد الله .. ولكن الذي يعنيني أن بعضاً ممن يحب سعادته وهم أقل من عشرة كما قيل لي .. احتفوا به وعلى طريقتهم في مزرعة أحد رجال الأعمال في مدينة أبها .. ( والعهدة على الراوي ) كما يقال .. والسوق يمدحه وكما نعلم الرابح فقط ، ومع ذلك يظل الاحتفال والاحتفاء حق مشروع للمحتفي به وللمحتفين أيضاً ولا يملك كائن من كان الحجر عليهم .. ولكن الذي أثارني بل واستفزني أن أحدهم لم يكتف بما ذرفه من دموع التماسيح .. ولكنه أعلن أن سعادة أبو عبد الله هو أفضل وكيل عرفته إمارة منطقة عسير على مدى السبعين عامً الماضية .. وأيضاً لا خيار لي هنا سوى بالتسليم بأن لكل وجهة نظره .. والتي لا ينازعه فيها أحد طالما لم يتضرر من رأيه أحد ، ولكني شخصياً أتذكر بعضاً من وكلاء إمارة منطقة عسير السابقين وفي مقدمتهم معالي الشيخ / إبراهيم بن عبد العزيز البراهيم ثم أمير منطقة الباحة ثم منطقة حائل فيما بعد – رحمه الله ثم سعادة الأستاذ / محمد السويلم ، وسعادة الأستاذ/محمد بن علي بن زيد ومروراً بسعادة الدكتور/عبد العزيز الخضيري – وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الحالي ، وسعادة أبو عبد الله .. والذي وكما أسلفت – لا أعلم إن كان سيظل حالياً أم سينتقل إلى شريحة من يحمل لقب (سابقاً) .. فرحم الله من توفاه الله منهم - ومتع من بقي على قيد الحياة بالصحة والعافية والعمر المديد .. وبأمانة شديدة فإن المقارنة ليست في صالح أخونا أبو عبد الله على الإطلاق .. ولكنه النفاق المكشوف والمفضوح بل والممجوج أيضاً .. هذا ما أحببت وعلى عجالة المشاركة به بهذه المناسبة .. والتي أعتقد أنها سعيدة لمعظم أبناء منطقة عسير .. وأعني بها مغادرة سعادته موقعه الحالي .. إن كان ذلك حقيقة . وأقول وبأمانة شديدة وبصوت أرجو أن يصل إلى أولياء الأمر .. بأن أبناء منطقة عسير أهلاً للثقة وجديرون بحمل المسئولية .. بل وأؤكد بأن الأحداث والأيام كشفت وبما لا يدع مجالاً لأي شك مساعي كل من كان يعزف وما زال على وتر التشكيك في ولاءهم ووفائهم وإخلاصهم .. وأقول صادقاً أن استقدام مواطنين من الوسطى والقصيم والمدينة المنورة والحجاز وغيرها من مناطق المملكة لإدارة بعض المؤسسات الحكومية في هذه المنطقة .. لم يعد الوسيلة الوحيدة والمثلى .. كما يدندن به كل مغرض لهذه المنطقة وأهلها .. والأمل في ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم .. في قطع الطريق على كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر ممن يسعون إلى التفريق بين المواطنين وتفضيل بعضهم على بعض .. لأهداف عنصرية وخبيثة . وقبل أن أختم .. لا أدري .. لماذا حضرت أمامي فضيحة لجنة مركز التدريب المهني قبل حوالي خمسون عاما .. عندما تذكرت كارثة ساحة البحار التاريخية في وسط مدينة أبها .. والتي كان سعادة العزيز أبو عبد الله المحرك الرئيس لها في تحد سافر لمشاعر المواطنين وبمساعدة بعض حاشية سعادته وفي مقدمتهم شيخ القبيلة إياه ورجل مهماته العلنية والسرية .. ولكن سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء – وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه .. تدخل في الوقت المناسب وأطفأ الفتنة والتي كان أبو عبد الله يسعى لإيقاظها .. حفظ الله ولاة أمرنا ووطننا ومواطني هذا الوطن الحبيب من كل مكروه إنه على كل شيء قدير .