تلقيت رسالةً احزنتني وسارت بي مرارا صوب الألم والسؤال الأهم ؟ ماهي المواطنة اذا ؟؟ حينما لاتنطبق على من أرسل لي عن قوافل "البدون" شمال وطني الحبيب وطلب عدم ذكر اسمه ومستعرضا للوضع المزري الذي يعيشه وكافة البدون في زمن بناء الوطن ولحمته ومستقبله الذي لن يتأتى الا بكل الأطياف والفئات والأعراق لأنه وبكل سهولة وطن يتسع في زمن أبي متعب لكل صادق ومخلص ومنخرط في همومه ... أترككم مع رسالة أبي محمد كما كتبها _ ----------------- لقد كنت من المتابعين لقلمكم الجريء في هذا المنبر الإعلامي الصحيفة الرائعة الهادفة في صميم مشاكلنا والتي تتطلب وقفات لبناء مجتمع متكامل مترابط يبنى على أسس متينة لقد كانت جهودكم جباره في سبيل اعلاء كلمة الحق وايصال أصوات المظلمون لمن يرفعها عنهم لكن هنالك قضية إنسانية موجودة بين مجتمعنا السعودي تنصلوا منها بعض المسؤولين وكأنها لا تعنيهم ووضعوا عليها من التضليل ما يجعلها تبقى تحت السطح لسنوات طويلة كما بقيت منذ خمسون عاماً شوهوا صورتها لولاة الأمر وجعهلوها عدواً لهذه الأرض لأهداف ومصالح شخصية قضية أهم من القضايا الأخرى إنها قضية إنسانية تهمنا جميعاً وسنسأل عنها يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون وسيحاسب كل من أصبح عنده فكرة عنها ولم يشارك بأنهاء هذه المعاناة الإنسانية والتي سوف تتدحرج كما كرة الثلج تكبر مع الإيام حتى تصبح كارثة حقيقية إنها قنبلة موقوته مزروعه بيننا سوف تدوي يوماً ما ونندم يوم لا ينفعنا الندم ، ما علينا هو تداركها ورفعا للمسؤولين وعلى رأسهم مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله لوضع حد عاجل وفوري لهذه المأساة الإنسانية ( إنها قضية البدون بالسعودية ) ومن سموهم ( بأبناء القبائل العربية النازحة بشمال السعودية ) هم سعوديون بلاهوية وضعوا لهم مسميات للتهرب من مسؤليتهم وشوهوا صورهم الوطنية إنهم أبناء الوطن اللذين تحملوا ظلم السنين وقهر الأيام والجوع والحرمان وهم يعيشون في بلاد الحرمين بلاد الإنسانية والخير والعطاء بلاد وصل عطائها وخيراتها مشارق الأرض ومغاربها والبدون فيها يموتون جوعاً وينتحرون لما وصولوا له من حالات نفسية لا يعلمها إلا الله وحده أقسم بالله العظيم بأن منهم من لا يجد قوت يومه وينام في خيام في هذا البرد القارص في المناطق الشمالية من السعودية حيث تصل درجة الحرارة 3 تحت الصفر في بعض الأيام فمن بربكم يتحمل كل ذلك ؟ ! إنها قضية لا أستطيع ذكر تفاصيلها لأن العبرات تخنقني ، فقد غاب عنها الإعلام بل غيب قصداً لتدفن من جيل إلى جيل حتى يومنا الحاضر ومنهم من يعيش في بيوت من الصفيح التي لا تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء ولا تقيهم من عواصف الطبيعة ليس لهم معين إلا الله حرموا من أغلب حقوقهم الإنسانية لا ضمان إجتماعي ولا مساعدات خيرية حتى البعض منهم لا يدفن في المقابر وهذا ما لا يقبل به لا دين ولا عرف ولا من ينتمى إلا البشرية بصلة ، أقسم بالله الذي جل في علاه إن هذا لجزء بسيط جدا جدا من معاناة الآف العوائل البدون إنهم مسلمون ومذهبهم سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وشعارهم كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله يكنون كل الحب والولاء ويحتفلون باليوم الوطني ليشاركوا اخوانهم السعوديون فرحة تبعث فيهم الأمل لليوم الوطني القادم عل الله يبعث لهم من ينهي قضيتهم فلم يعرفوا أي بلد غير السعودية ولم يتعرفوا على غيره وكل حبهم لهذه البلاد ومن يحكمها والتاريخ لم يثبت عكس ذلك طيلة سنوات طويلة مضت ، كل ذنبهم أن أجدادهم وآبائهم ولدوا في الصحراء ولم يحصلوا على الهوية الوطنية لجهلهم بالأنظمة وكانت مجرد ورقة لا تعنيهم لأنهم ليسوا بحاجة لها في البراري يتنقلون في الصحراء بحثاً عن الماء والكلأ لماشيتهم التي يعيشون عليها منذ أربعة أو خمسة عقود حسبي الله ونعم الوكيل على من كان عثرة في طريق انهاء قضيتهم والذي يعتبر وصمة عار مطبوعاً على جبين الإنسانية ، إن ابنائهم في طريقهم للضياع فقد أصبحوا لقمة سهلة لمن لهم أهداف خارجة عن القانون مستقلاً وضعهم المزري لأشياء محرمة وغير مشروعة لأن الجامعات السعودية ترفض قبولهم للدراسة بها فيكون مصيرهم للشارع لأن الوظيفة ممنوعين منها ، ومن كان منهم ميسور الحال وأراد أن يبعث إبنه للخارج للدراسة لا يستطيع لأنهم لا يملكون جوازات سفر ، وممنوعين من الوظائف الحكومية والقطاع الخاص يجهل نظامهم فيرفض توظيفهم ومن وظفهم من القطاع الخاص استقل ظروفهم براتب زهيد ،كما منعوا من التملك وهمشوا تهميشا كاملا من الجميع وكأنهم غير بني بشر نتمى أن تنشروا معاناتهم ليصل الصوت للمسؤولين لمنحهم الهوية الوطنية لطي هذه الصفحة وبشكل قاطع لعل الله يكتب لك أجر الآف المساكين من شيوخ وأرامل وأيتام ومعاقين ، كتبها الله في موازين حسناتكم والله يحفظكم ويرعاكم ، لقد كتبنا لكم هذا بإسم البدون بشمال السعودية حيث وضعوا كل أملهم بالله ثم بكم أن تنهوهم من هذه الكارثة البشرية أو تكونوا جزء من حل هذه المشكلة بارك الله بكم وأعانكم على فعل الخير وجعل الله الجنة جزاء لكم ----------------------- أرجو أن يصل صوتك يأبا محمد فقد أسمعت باذن الله وسيدنا وولي أمرنا جميعا خادم الحرمين الشريفين ومن بجواره لا بد وأنهم في صدد العمل على مايرضيكم ويواكب الانظمة دون ضرر ولا ضرار فهم الأقرب دوما الى كل الاصوات الصادقة بعد الله .