ملوكُنا ماطردوا مواطنا.. وأمينُ عسير يطرده! لم أكن لآتخيل مسؤولا رفيعا في أي جهة حكومية,يطرد مواطنا أو مقيما من مكتبه,أو من أي مكانٍ يلقاه فيه,فيشكو إليه ويعرض عليه قضيته! لكنني وحين أن رأيت أمين عسير يطرد مواطنا مؤدبا لطيفا في كلامه كما بدا لنا,وله مطالب مشروعة,ذُهلت.. وما زلت في ذهول وتقزز واشمئزاز من سؤ لهجة ذلك الآمين,وهو يؤشر بيده ويرفع صوته عاليا ويقول للمراجع (كلامك مكرر ولم تأت بجديد بالله توكل على الله ..يا الله توكل على الله) أنها لصورة مؤلمة حقا ومأساة إدارية, ومعضلة إجتماعية,إنها تمرد على الآنظمة والتعليمات,بل هي مخالفة شرعية لله ورسولة وولاة الآمر!! ماذا فعل ذلك المواطن المسكين ليُطرد, وهوالذي ظل ينتظر زيارة سعادة الآمين لمحافظة المجاردة على أحر من الجمر,ليشكو له همومه ومعاناته هو وأبناء المحافظة,عله يكون لهم عونا ونصيرا,وعله يمتلك البلسم الناجع؟! ماذا طَلبَ من سعادة الآمين؟هل طلب منه حاجة شخصية يدفعها الآمين من جيبه الخاص؟أم أنه قد طلب شيئا مشروعا تقلده الآمين أمانة في عنقه من قِبل ولي الآمر حفظه الله,يسأله عنها في الدنيا,ويسأله الله عنها في الآخرة؟ إن هذا المواطن المطرود من مكتب الآمين ماطلب إلا حقا فقد قال (محافظة المجاردة محافظة كبيرة ويتبعها قرى كثيرة، ولا يوجد بها مركز صحي بالحي، حيث يوجد به 700 قطعة أرض، ولما ذهبنا لوزارة الصحة قالت أبشروا، ولكنا بحاجة إلى أرض لإقامة مركز صحي عليها، والأرض غير موجودة، وأنا ذهبت أطعّم ابني من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثالثة عصراً؛ لذا نحن نطالب بمركز صحي، والإنارة ضعيفة بالحي، والنظافة(. لقد ذهبت أفراح مواطني المجاردة بزيارة هذا الآمين الغاضب المتوتر أدراج الرياح! لقد تمنوا أنهم لم يلتقوا بمسؤول يزورهم في عقر دارهم ثم يهم بإخراجهم من مكتبه ويرفع عليهم صوته,ولم يحترم المهمة التي أتى من أجلها,ولم يحترم المضيفين الذين استقبلوه! وقد كان الآجدر به أن يكون سفيرا مثاليا لوزارة البلدية والشئؤن القروية التي لاشك أنها لن ترضى بما حدث من هذا الآمين,وستنظر في طلب المراجع المطرود. أما علم هذا الآمين أن ملوكنا رحم الله من مات منهم وبارك في خادم الحرمين الشريفين,ما طردوا مواطنا من مكاتبهم ولا نهروه ولا سخروا منه كما فعل سعادة الآمين؟أما علم سعادته أن أبناء الملك عبدالعزيز وأبناهم وأحفادهم ماطردوا مواطنا ولا مقيما,وأن أبوابهم مشرعة لكل من كان له مظلمة؟أم هل ظن سعادة الآمين أن محافظة المجاردة تلك المحافظة التي تقبع في سهول وأودية تهامة,لازالت بعيدة عن الاضواء,وأن لاأحد يسمع صوته هناك وأنه في أودية سحيقة فليقل مايشاء وليطرد من يشاء؟! أما علم سعادة الآمين أن محافظة المجاردة تعد من المحافظات الكبرى في المنطقة وأن سكانها الذين يدلفون اليها من القبائل والقرى والهجر كثيرون,وأن جلهم متعلمون ,ويشغلون مناصب ووظائف مرموقة في الدولة,بفضل من الله ثم من حكومة خادم الحرمين الشريفين؟هل جهل سعادة الآمين قول الرسول صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؟وهل نسي سعادته ما يكرره خادم الحرمين الشريفين لوزرائه ولعموم مسؤولي الدولة,بتقوى الله والعمل بإخلاص؟! وهل يرضى سعادة الآمين أن يقال له من قبل أي مسؤول أرفع منه مثلما قال لمواطن المجاردة المراجع المطرود؟لاريب أنه لايرضى,ولن يمر بهاابدا. إن ما فعله سعادة الآمين في محافظة المجاردة بطرده للمواطن المطالِب بحقوق مشروعة,لعملٌ يحز في النفس الحرة الكريمة,لآنه احتقارٌ للمواطن وللمحافظة وأهلها,ولآنه عمل غير حضاري ولا تنموي,ويعكس ثقافة وإدارة من فعله للآخرين سواءا كانوا في الداخل أو في الخارج..وكأني أسمع وأرى الساخرين الضاحكين!!! رافع علي الشهري [email protected]