لم استغرب رأي الدكتور ( طارق الحبيب ) في إنسان الجنوب وإنسان الشمال لأنه ليس الرأي الأول له شخصياً وغيره سبقوه في التعبير عما في نفوسهم من بغض وكراهية لأبناء هذه المناطق .. ولن يكون الأخير .. ولعلنا نتذكر المسئول الذي أعترض على استقالة أحد القضاة وطالبه بالعدول عن الاستقالة حتى لا يترك سلك القضاء للقادمين من الأطراف والأرياف .. وهذه ليست طرفة على كل حال .. بل حقيقة .. ولكنها تعبر وبصدق عن ثقافة وفكر البعض .. ولكني أستغرب أن هذا (الحبيب) استبعد ( إنسان الشرقية وإنسان الغربية ) واكتفى بإنسان الشمالية والجنوبية ؟؟ .. مع أن هناك دول مجاورة لإنسان الشرقية .. وهناك دول مجاورة لإنسان الغربية .. وفي رأيي أن الحبيب .. رعاه الله من عيون الحاسدين .. أخذ في اعتباره أن حائط الشمال والجنوب ربما يكون أسهل للقفز .. هذا من جهة .. ومن جهة أخرى فإن رأيه يؤكد قناعة ( نحن ) الأصل .. وغيرنا بدو وأطراف وهم زوائد لا لزوم لهم .. وليس اعتذار مولاي خادم الحرمين الشريفين .. الشهير .. من أهالي منطقة جازان وأيضاً تصريح سمو وزير الشئون البلدية والقروية أمام مجلس الشورى الشهر الماضي .. عن عدم عدالة توزيع الميزانيات والمشاريع .. سوى دليل على أننا في الشمال والجنوب اكتوينا كثيراً بالنار وما زلنا نتيجة لمثل هذه النظرة الاستعلائية الغير مبررة منك أيها الحبيب (يا إنسان الوسطى) .. وقد لا يكون إلغاء مشروع المرحلة الثالثة من تحلية مياه البحر في الشقيق والمعتمد من مولاي خادم الحرمين الشريفين .. وبجرة قلم سوى دليلاً أخر على مثل هذا الشرر الذي يتطاير علينا دائماً من بعض المسئولين والذين يستكثرون مثل هذه المشاريع علينا في الأطراف .. رغم أننا نزعم أنهم من بني جلدتنا .. ودليل على أن مثل هؤلاء من المواطنين عندما يختارهم ولي الأمر ليكونوا مسئولين ينسون أنفسهم وينسون أنهم سيعودون يوماً إلى منازلهم غير مأسوف عليهم .. ويتركون خلفهم مواطنين لا يذكرونهم بأي خير .. وعلى العموم سيظل إنسان الجنوب وإنسان الشمال بدينهم وعروبتهم ووفائهم وولائهم للوطن والمواطن وولي الأمر ثم بعملهم وعطائهم وشجاعتهم وإخلاصهم مصدر فخر لكل الوطن وتاج على رأس كل متعنصر حقود .. عضو مجلس الشورى وأحد أبناء الوطن عبد الوهاب بن محمد آل مجثّل