.. أخطر ما يواجه المجتمعات الواعية والطموحة في هذه الحياة .. إنفراد أصحاب (الوجوه الكالحة) بصناعة الرأي والقرار ! .. هؤلاء الأشقياء .. دائما ما يقودون مجتمعاتهم إلى السقوط في وحل الصدامات التافهة واتخاذ القرارات المبتورة والفاشلة ويزرعون الأحقاد والعناد والإشاعات المغرضة بين الناس .. .. ويسعون – أبدا - إلى تفكيك الروابط المثلى والمتينة بين الأسر والمجتمعات .. ويصرون على معرفتهم بكل القضايا والأشياء ما ظهر منها وما بطن .. ويتزعمون الإنفراد بحسم الآراء والقرارات .. .. ويعشقون سرد بطولاتهم وتجلياتهم ونزقهم وجنونهم في المجالس والطرقات .. ويستمتعون بارتكاب حماقاتهم في أي مكان أو مقام !! .. إنهم قنبلة موقوتة .. قد تنفجر في المساحات الآمنة في أية لحظة !! .. هؤلاء الكالحون .. دائما ما يضيعون حقوق المجتمعات بالتذاكي والإدعاءات .. بالتنظير والهلاميات (وقال شايع وقال فايع) !! .. الكالحون .. مهزومون في دواخلهم لأنهم يعيشون العزلة الحقيقية بابتعاد الناس عنهم .. وتوخي الحذر منهم .. تراهم يذهبون للمناسبات المفرحة منها والحزينة (فرادا) .. ينسلون كاللصوص لأنهم يدركون عدم رضا المجتمعات عنهم .. فتنعكس هذه الأزمات على تصرفاتهم بالمزيد من الضغوط النفسية العالية .. فتخرجهم نحو المزيد من البلاهة والتخبطات وسوء الأخلاقيات .. .. الكالحون .. لديهم لغة الديكتاتورية الناعمة .. ولكنها مبعثرة وغير منظمة .. تكبر وتزداد حماقة في أعماقهم حين يرعاها ويسقيها الأبرياء والطيبون من الناس .. لأنهم يثقون فيهم ويصدقون قناعاتهم فيمنحونهم الحب والتقدير والتواصل والتعظيم .. فيما يبقى الخبثاء واللماحون يطبلون لهم ويوزعون عليهم الابتسامات الصفراء والحمراء .. فتزداد معادلات الكلاحة لديهم بصورة تدعو للشفقة والحيرة !!! .. تأتي مواهبهم – دائما - متأخرة .. فيحيطها الكثير من العبث والتجني والتجاوزات.. فيخرجون عن الأعراف والقوانين .. فيصابون في النهاية بداء العظمة والجنون !!! .. الكالحون .. مرضى نفسيون .. لا يعجبهم العجب ولا الصيام عن قلة الأدب .. لا تأخذ معهم حق ولا باطل .. يشبهون كثيرا أصحاب المهن (الوضيعة) والذين لا يستحون مما يفعلون ! تلويحة .. رحم الله شيخ الكالحين .. فقد وزع تركته الهابطة والوضيعة على (أطراف) القبائل بالتساوي ! ------ مسفر ابوعمامة ------