نشرت «عكاظ» السبت الماضي، أن وزير الخدمة المدنية محمد الفايز رد على مجلس الشورى، الذي كان يستفسر حول رغبة الوزير في أن تكون جلسة مناقشته في المجلس سرية ومغلقة( بأنه يرحب بحضور الإعلام ولايوجد لديه شيء يخفيه) وهذا الموقف برفض سرية الجلسة، يشكر عليه الفايز، ويجسد شفافية المسؤول والجهاز في آن. ولكن الذي أثار دهشتي بعد ذلك؛ هو موقف المجلس، وانعقاد الجلسة بشكل سري، وإغلاقها أمام وسائل الإعلام، وإصرار (المجلس) لا (الضيف) على سرية الجلسة بشكل غير مبرر. قد أتفهم سرية بعض الجلسات الخاصة بمناقشة ملفات الأمن الوطني السعودي أو القضايا العسكرية الحساسة، ولكن سرية الجلسات في موضوعات خدمية، تتمحور حول هموم المواطن في الوظائف والبطالة أو أنشطة الوزارات الأخرى، لا أجد له تخريجا منطقيا، بل إن هذا الانغلاق يفاقم من حجم المشكلات والتحديات، ويرفع درجة الغموض الاجتماعي والإداري حول ملفات وطنية مهمة، ويتعارض مع حق المجتمع والإعلام في المعرفة، خاصة المتعلقة بشؤون حياته. ومجلس الشورى بأمس الحاجة إلى الانفتاح، وممارسة مزيد من الشفافية، نحو الإعلام والمجتمع من جهة، ونحو مؤسسات الدولة من جهة أخرى، وأهمية تمكين الإعلام الوطني من رصد ما يدور تحت قبة المجلس من مناقشات بين المسؤول والأعضاء لتنمية صورة (الشورى) و(المجلس) ورفع ثقة المواطن في دور المجلس، من خلال إشعاره بتبني المجلس لقضاياه وهمومه التي تمس حياته اليومية، فليس من المقبول المزايدة على الوزراء في سرية النقاشات، خاصة أن ما يطرحه المجلس من موضوعات ونقاشات، تتناوله الصحافة السعودية يوميا، وبشكل أكثر جرأة، لجهة الكثافة النقدية، أو درجة ومستوى النقد الإعلامي. نحن بحاجة إلى تطوير تعزيز التجربة الشوروية وتنميتها وانفتاحها، وتوسيع دائرة تأثيرها على الحياة السعودية، بالمعنى الاجتماعي والإداري والثقافي والسياسي، بل إننا نتطلع إلى اضطلاع المجلس بدور أكبر في عملية التطوير والإصلاح، وتوسيع صلاحيات المجلس، خاصة فيما يتعلق بالمساءلة والمحاسبة، والتطور هو سنة الحياة في كافة الدول والمجتمعات، فالجمود يؤدي إلى التخلف والفساد. وإنضاج التجربة وتطوير آلياتها والاستفادة من نجاح المملكة في تنظيم الانتخابات البلدية، مطلب مهم واستراتيجي لتحسين وتنمية مسيرة المجلس، والتفكير في تنفيذ انتخابات في مجلس الشورى، جزئية كانت أم كلية، وهو طموح وطني مشروع. والمجتمع مازال يتطلع من أعضاء المجلس الجديد، خاصة في دورته الأولى إلى مزيد من الشفافية والحضور الفاعل، فنحن نتحدث عن مؤسسة وطنية يجب أن يكون لها ثقل متنام في مجريات الأحداث التي يشهدها الوطن، خاصة في ظل التحديات والمستجدات الإقليمية والمحلية التي تتطلب منا جميعا الإسهام الفعال والمواطنة الإيجابية، لوطن يستحق منا جميعا تقديم مصالحه الكبرى وتوسيع الرؤية بشكل كلي، فإذا أوصدنا الأبواب عند مناقشة قضايا الوظائف أو أسعار الأرز.. ماذا يتبقى للمواطن أن يعرف؟ [email protected]