لذاكرة الوطن وتهون الأرض إلا موضعاً محمد علوان ذكّرني أخي عبدالله بن يحيى المعلمي مع حفظ الألقاب عندما خط بقلمه مقالةً أخاذة في جريدة المدينة حول \"ساحة البحار\" بأبها البهية ، وهو ما دار ويدور الجدل حولها هذه الأيام ، ذكّرني بشطر البيت الذي جعلته عنواناً لهذه المقالة ، هناك وفي تلك الساحة تتقاطر آلاف الذكريات وآلاف الوجوه التي ترقص فرحاً وطيبةً وغناءً وانتماءً لهذه الأرض ، في هذه الساحة بالذات ذاكرتنا لا تغيّب الملوك من آل سعود ، ولعل مشهد ملك الإنسانية وهو يقذف بجسده ليلتحم بأجساد وقلوب شعبه في لحظة تاريخية تغفل فكرة الأمن الشخصي وتفتح باب أمن هذا الوطن ، هنا وفي هذه الساحة \" ساحة البحار \" في أبها البهية عبر أجدادنا ورقصوا وارتفعت أصواتهم وحناجرهم بالغناء للوطن . أنا لا أعرف من الذي نظر إلى هذه الساحة التي هي قلب أبها النابض بالذكريات والتاريخ ومعاني الجغرافيا الحقيقية للإنسان .. نظر إليها على أنها قطعة أرض يمكن أن تمنح لكائن من كان وأن يزرع بداخلها الإسمنت والحديد كغابة بشعة تجعل تلك العصافير التي اعتادت على شجر الساحة تهاجر .. تبتعد .. تنسى هذه الذكريات الجميلة التي خلقها الآباء بأنفاسهم ومشاعرهم تجاه هذا الوطن العظيم من شماله إلى جنوبه . ما الذي يحدث ؟ اغفروا لي هذا الحزن الذي يمسح الوجوه .. هذا الحزن الذي يملأ الحناجر ، إن ساحة البحار هي ذاكرة أبها ، وأهل أبها بغض النظر عن أصولهم أو فروعهم .. ساحة البحار هي ذاكرة \" الشيبان والشباب \" ونحن ندرك أن هذه الدولة وعلى رأسها ملك الإنسانية تحترم ذاكرة الناس ، وتحترم حبهم لوطنهم أياً كان هذا الوطن طالما أنه يمثل فيما بعد امتداداً للوطن الكبير الذي نفخر به جميعاً ألا وهو المملكة العربية السعودية. ويقيناً أن الأمير فيصل بن خالد حريصٌ كل الحرص ، وينظر إلى هذه الساحة نظرة العاطفة التي تمتلئ بها قلوب أهل المنطقة ويقيناً أن في الأرض متسعاً لبناء أفخم المباني وأجملها ، لكن من المستحيل أن تبني ذاكرة جديدة ليس لها إلا تاريخ اللحظة التي تطمس تلك الذاكرة السابقة. أعرف أن سموه لديه القدرة ولديه معرفة هذا الشعور الذي يملأ قلوب الناس نحو هذه الساحة التي تعني الكثير والكثير للناس ، هذه الساحة هي قلب أبها النابض فلا تنزعوه ، دعوه ينبض ، ولنحافظ في كل مدينة وبلدة على الذاكرة التي هي مقياس رائع لما وصلنا إليه ..