مرة أخرى يجد فريق العمل في مسلسل «طاش ما طاش» أنفسهم في وجه المدفع، إذ تفاقم الجدل بعدما تم تسريب الحلقة التي تتناول تعدد الأزواج بذات الرؤية الفنية الساخرة التي اعتادها المسلسل الذي حافظ على جمهوره منذ 17 عاماً. واختار منتجو «طاش ما طاش» عرض الحلقة، مع تغيير طفيف في أحداثها، مؤكدين أنهم قصدوا توصيل رسالة اجتماعية ولا أكثر من ذلك. «خبر عاجل... السدحان في المستشفى، ونبشركم جاب بنت»، هكذا في أقل من نصف ساعة، قامت أجهزة «بلاكبيري» بما يجب لنشر هذه الرسالة ورسائل أخرى تعبّر عن سخط متداوليها على حلقة تعدد الأزواج في البرنامج المثير للجدل سنوياً «طاش ما طاش»، على رغم أن تلك الحملة شُنَّت في وقت مبكر، إثر تسرب الحلقة إلى الشبكة العنكبوتية. وتضمنت حلقة إثارة للجدل أدركها القائمون على البرنامج، ما دفعهم لتقديم خاتمة للحلقة تؤكد أن الفكرة ليست مساساً بالدين الإسلامي أو بتعاليمه، وإنما هي لطرح قضية اجتماعية. بيد أن ذلك لم يكن كافياً للتصدي لسيل الانتقادات القاسية التي وجهت لأبطال الحلقة بصورة تجسد ذكورية المجتمع، وسعيه للحفاظ على مكتسباته، على رغم أنها ليست مهددة بالشكل الذي خرجت به الحلقة، بحسب أحد المتابعين للبرنامج. وبخلاف الانتقادات الاجتماعية، واجهت الحلقة قبل بثها تلفزيونياً مأزقاً يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، إذ إن فكرة تعدد الأزواج تنسب للإعلامية نادين البدير في مقالة كتبتها نهاية العام الماضي بعنوان «أنا وأزواجي الأربعة»، وتعرضت حينها لانتقادات واسعة في العالم العربي بتهمة انتهاك الشريعة الإسلامية والأديان السماوية الأخرى. وكانت البدير أوضحت آنذاك أن الهدف من مقالتها تلك هو توصيل رسالة للرجل للشعور بما يقع على المرأة المخلصة لزوجها من ظلم عندما يتزوج بأخرى. من جانبها، قالت بطلة الدور الفنانة ريم العبدالله إن الفكرة التي جسّدتها «جميلة وتستحق أن ينظر لها بإمعان». وأشارت الى أنها «أرسلت رسالة واضحة تتحدث عن شعور الزوجة عندما يتزوّج عليها زوجها، والمعاناة التي تعانيها». وقالت العبدالله إنها تلقت سيلاً من الآراء المؤيدة للفكرة و«قلة هي التي عارضتها»، لافتة إلى أنها تتمنى أن يتمعن المعارضون في الفكرة «من دون السعي لقولبتها، وإقحامها في أمور لم تتبنَّها أصلاً».