يدخل المنتخبان الكاميروني والدنماركي مواجهتهما على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد ستاديوم" في بريتوريا وهما يدركان أن الخطأ ممنوع على الطرفين، ما يعني أن المواجهة ستكون نارية بكل ما للكلمة من معنى. من المؤكد أن الحظ لعب دوره في الخسارة التي مني بها "داينامايتس" الدنمارك أمام هولندا لأن الهدف الأول جاء عن طريق النار الصديقة، أما بالنسبة للكاميرونيين، فإن منتخب "الأسود غير المروضة" لم يقدم شيئا يشفع له في مباراته مع اليابان رغم التفوق الفني للاعبيه، وعلى رأسهم صامويل إيتو المتوج بثلاثية الدوري والكأس ومسابقة دوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان الإيطالي. لكن مدرب الدنمارك سورنسن رفض أن يلقي باللوم على الحظ وحسب، وطالب مدافعيه بمستوى أفضل من الذي ظهروا به أمام هولندا، مضيفا: "أنا مؤمن كثيرا أنه بإمكانك أن تصنع حظك، ومن المؤكد أننا لم نكن محظوظين بالهدفين اللذين دخلا شباكنا أمام هولندا، لكن عوضا عن التذرع بالحظ، ينبغي علينا أن نبحث عن الأخطاء التي ارتكبناها، فمن المهم جدا تصحيح الأخطاء المشابهة عوضا عن التضرع للحصول على حظ جيد أمام الكاميرون". وستكون مواجهة اليوم الأولى بين المنتخبين على صعيد المسابقات الرسمية، لكنهما تواجها سابقا وديا في مناسبتين، ففازت الكاميرون في الأولى 1/2 في كوبنهاجن عام 1998، قبل أن تخسر الثانية وبالنتيجة ذاتها في العاصمة الدنماركية أيضا عام 2002. من المؤكد أن التعادل لا يخدم الفريقين كثيرا، وبالتالي سيحاولان الخروج بنقاط المباراة الثلاث، وقد أمل سورنسن بتعافي قائد المنتخب يون دال توماسون واكتمال جاهزية نجوم مثل نيكلاس بندتنر الذي خرج في الشوط الثاني من لقاء الدنمارك لأنه لم يستعد لياقته بعد تعافيه من الإصابة. ويأمل سورنسن وزملاؤه أن ينجحوا في تخطي عقبة خصمهم الأفريقي لكي يحافظ ال"داينامايتس" على تقليده المونديالي بالتأهل إلى الدور الثاني في جميع مشاركاته "النادرة"، وهو الأمر الذي حققه خلال نسخات 1986 و1998 و2002. صحيح أن مشاركات الدنماركيين ليست كثيفة في المونديال، إلا أنهم يحظون بسمعة طيبة في القارة العجوز مكنتهم من احتلال العرش القاري عام 1992 في السويد، وهم يأملون المحافظة عليها على حساب "الأسود غير المروضة" الذين خيبوا الآمال في مباراتهم الأولى. وكان الجميع يتوقع أن تخرج الكاميرون فائزة من مباراتها الأولى بسبب الأداء المتواضع الذي أظهرته اليابان في مبارياتها التحضيرية (خسرت أربع)، إلا أن المنتخب الآسيوي خالف التوقعات وجدد تفوقه على خصمه الأفريقي بعد أن كان تغلب عليه في مواجهتين من أصل ثلاث جمعتهما سابقا، بينها الفوز عليه في كأس القارات عام 2001 بنتيجة (2/صفر). وبدا إيتو وزملاؤه بعيدين كل البعد عن إمكانية تكرار الإنجاز الذي حققه منتخب مونديال 1990 بقيادة "العجوز" روجيه ميلا حين أصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى ربع النهائي قبل أن يخسر أمام إنجلترا، وهو فشل في أن يبدأ مشواره السادس في النهائيات بطريقة إيجابية، فتأكدت نتائجه المتواضعة في المباريات الإعدادية، حيث خسر أمام البرتغال 3/1 وصربيا 4/3 وقد ظهر رجال المدرب الفرنسي بول لوجوين بصورة مهزوزة خصوصا في خط الدفاع.