حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، في محاضرة صوتية نقلت عبر الهاتف، ضمن فعاليات الدورة الرابعة لبرنامج فقه الانتماء والمواطنة الذي اختتم أعماله أمس في نجران، من التستر على أصحاب الفكر الضال والمفسدين. ووضح المفتي مفهوم المواطنة وحب الوطن ووجوب طاعة ولي الأمر، ووجه كلمة لرجال الأمن المرابطين على الحدود الجنوبية داعيا لهم بالثبات وأنهم على خير. فيما قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود، المشرف على المعاهد العلمية بالمملكة، الشيخ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش إنه يجب على أهالي الحي الإبلاغ عن الإمام المقصر وعدم التستر عليه، وذلك بالتبليغ عنه في فرع الشؤون الإسلامية في المنطقة\". وشدد الدريويش، في محاضرته التي ألقاها مساء أول من أمس بمسرح الغرفة التجارية الصناعية، على الدور الأساسي والأكبر الذي يقع على الإمام والخطيب والمتمثل في حث الناس على حب الوطن والانتماء وطاعة ولاة الأمر، \"كونهم أكبر شريحة تحتك بالناس في جميع الأحياء\". وأضاف الدريويش أن من أهم مسببات الانحراف الفكري هو الجهل وقلة الفقه في الدين المبني على الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، والجهل بمقاصد الشريعة وغاياتها وحكمها ومصالحها، وعدم الرجوع للعلماء الربانيين الموثوقين، والتقصير في التربية الوطنية وإهمال أسلوب الحوار الهادئ الهادف مع الشباب، بالإضافة إلى الفراغ والبطالة بين الشباب، والغلو والتطرف والتشدد ووجود بعض الأحزاب والجماعات التي تنتمي إلى الإسلام اسما وتتسمى باسمه. مضيفا، خلال البرنامج الذي ينظمه معهد الأئمة والخطباء بوزارة الشؤون الإسلامية بالتعاون مع الفرع في نجران، أن الفتوى بغير علم وفقه في الدين من أكبر مسببات الانحراف الفكري وما يقوم به بعض الأفراد والجماعات المتطرفة من العبث في عقول الشباب، كما أن الإنترنت صار لها دور كبير في نشر الأفكار الضالة المنحرفة عن الجادة والترويج لها وأصبحت مرتعا لسفهاء الأحلام، بحسب تعبيره. كما ألقى عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الشيخ الدكتور فهد بن سليمان الفهيد محاضرة بعنوان (الانتماء والمواطنة في المملكة .. الأسس والمواقف)، قال فيها إن \"الإصلاح يبدأ بطاعة الله ورسوله وطاعة ولي الأمر وترك الأهواء\". وشدد الفهيد على المحافظة على الأنظمة والتعليمات العامة وعدم الاستهانة بها، وأن الارتباط ليس بالتراب فقط ولكن هناك أمر أعظم من هذا وهو الولاية الشرعية والبيعة لولي الأمر. وأشار إلى أن مصطلح المواطنة استخدم قبل 50 سنة من أقوام استخداماً سيئاً لمحاربة الدين، بحسب تعبيره. مضيفا أن ذلك أدى إلى \"ردة فعل سيئة لدى كثير من الناس تجاه كل من يذكر الوطن والمواطنة، وهذا الأمر غير صحيح فليس كل من يتكلم عن الوطن يحمل نفس النهج ويجب على الجميع الدفاع عن الوطن\". وفي نهاية المحاضرة قدم مدير فرع الشؤون الإسلامية بنجران الدكتور صالح الدسيماني ومدير معهد الأئمة والخطباء بالوزارة قاسم المبارك عددا من الدروع التذكارية للمشاركين.