حذر الشيخ سلمان العودة من دوامة عنف جديدة تجتاح بلاد الإسلام كافة والمملكة من بينها، مطالبا الشباب بالابتعاد عنها واستنكارها وعدم القبول بها. وقال العودة في مقال له بموقعه الرسمي أمس (الاثنين): "أُحذِّر أبنائي من الاندفاع وراء دوامة العنف، فهي سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، فلا تقبل أن تُجنّد لأعمال قتل أو تفجير أو تدمير، وإن اعتدى عليك أحد فكن كخير ابني آدم حين قال {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}". ولفت إلى أن انفجار العنف من جديد هو استنزاف لخيرات البلد وإمعان في الضياع وبُعد عن خطوات الإصلاح التي ما زال يأملها المخلصون من كل الأطياف، مضيفا: "فالوطن ليس رقعة ضيقة لا يتسع لأكثر من مجموعة، وليس فكرة محدودة لا تتسع لأكثر من عقل.. الوطن وعاء كلنا شركاء فيه في الحقوق والواجبات والأحلام والأشواق وحتى المحن والآلام". وتابع أن غرس الكراهية باسم الديانة أو باسم الوطنية لا يثمر إلا الأحقاد والضغائن، والتمهيد للصراعات الطويلة العريضة وتأجيج الفتن والحروب وفقدان ثقة الناس بعضهم ببعض، كما أن لغة الثأر والانتقام هي خراب الديار وعمل الأشرار الذين لا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية ولو على حساب الناس والأرض. وترحم العودة على شهداء حادثة شرورة داعيا الله أن يتقبلهم في الشهداء، مختتما: "يجب إدانة العدوان على حياة الإنسان وحقوقه وتجريم المجترئين عليه، أيَّاً كانت أسماؤهم وسحناتهم وادعاءاتهم والبلاد التي مارسوا فيها جريمتهم، وسواء كان القتل بيد حكومات أو جماعات أو أفراد، فالإنسان هو الإنسان والمبدأ لا يختلف ويجب أن يتفق الجميع مهما اختلفت رؤاهم وتوجهاتهم ومصالحهم أن القتل خط أحمر يجب محاذرته ومجانبته، وحتى مجرد التهديد به قولاً هو جريمة يعاقب فاعلها".