في الوقت الذي شيعت فيه جموع من أهالي الجوف القتيلة المبتعثة ناهد الزيد إلى مقبرة اللقائط بسكاكا، بعد أن صلي عليها في مسجد خادم الحرمين الشريفين ظهر أمس، طالب مبتعثون سعوديون بوقف الابتعاث إلى مدينة كولشيستر على خلفية العنصرية الدينية التي كانت ضحيتها مبتعثة الدكتوراه المغدورة، اقتداء بدولة الإمارات التي منعت ابتعاث طلبتها إليها. وفي كولشيستر، أعلنت الشرطة أمس أنها تبحث عن رجل أبيض بشعر أسود، وصفته بالرجل الراكض، كونه شوهد يركض بجوار موقع الجريمة في ذات الوقت. وفقا لصحيفة مكة قدرت الشرطة عمره بين 18 و25 سنة، وأنه متوسط الحجم، لوحظ خروجه من أحد الطرق المؤدية إلى الموقع راكضا، وهو يرتدي زيا شبيها بسائقي الباصات في لندن، المتمثل في قميص بأكمام طويلة وسراويل باللونين الأحمر والأسود. وقالت كل من شرطة المدينة وجامعة إيسكس إنهما تخصصان أرقام هواتف للإبلاغ عن أي معلومات تقود لضبط الجناة، فيما أطلق سراح المشتبه به الثاني البالغ من العمر 19 عاما بعد إخضاعه للتحقيق، ليلحق بنظيره الأول البالغ من العمر 52 عاما، إذ قالت الشرطة إنها لم تجد علاقة لهما بالحادثة، لكنها أشارت إلى مواصلة جهودها الحثيثة للكشف عن هوية القاتل، إذ أعلنت عزمها البحث في مواقع التواصل الاجتماعي عن سكان كانوا يثيرون الكراهية الدينية. واكد صديق لشقيق الفقيدة وأحد المبتعثين المقيمين في مدينة كولشيستر، أن مناشدة المبتعثين للسفير السعودي الخميس بإيقاف الابتعاث إلى المدينة بعد ارتفاع الحوادث العنصرية المسجلة فيها ضد المسلمين أثار قلق المسؤولين في جامعة إيسكس من خسارة طلابها وتسربهم إلى جامعات أخرى، وفي مسعى لتدارك الأمر بادرت بتوزيع أجهزة إنذار مجانا على الطلاب لاستخدامها وقت الخطر. وقال إن المبتعثين اجتمعوا مساء الجمعة بالملحق الثقافي فيصل أبا الخيل وركزوا على ضرورة زيادة المكافأة الشهرية ليتمكنوا من الإقامة في مدن أخرى، حيث يعد رخص مدينة روكيشستر مقارنة بالمدن البريطانية الأخرى أحد أسباب إقبال الطلبة السعوديين على الإقامة فيها، رغم الحوادث العنصرية العديدة التي تستهدف المسلمين على وجه الخصوص. وأشار صديق شقيق الفقيدة إلى أن المبتعثين طلبوا من السفير والملحق الثقافي الضغط على الجامعة والشرطة المحلية لوضع كاميرات مراقبة في الأحياء القريبة من الجامعة. وأطلق مغردون على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسما لجمع تبرعات لإقامة وقف يحمل اسم ناهد الزيد، تخليدا لذكراها، فيما تراوحت المقترحات بين بناء مسجد أو إقامة مركز للأنشطة الثقافية يكون مناهضا للعنصرية في جامعتها إيسكس، وتوزيع مصاحف باسمها وغير ذلك. وجاءت الاستجابة الأولى من الأندية الطلابية السعودية في بريطانيا والتي قررت تنظيم إفطار صائم في اليوم الأول من رمضان باسم ناهد في عدد من المدن البريطانية.