انتقل «رمزي» من عالم الجهاد إلى عالم الجاسوسية، من الجهاد مع أسامة بن لادن إلى التجسس عليه لمصلحة الاستخبارات الغربية. «رمزي» الذي تبدأ «الحياة» اليوم نشر سلسلة من المقابلات معه، «جاهد» مع بن لادن عاماً ونصف العام وتجسس عليه تسعة أعوام. بايعه على السمع والطاعة، وعولج على حسابه الخاص وبشّره بن لادن بالجنة حين كان على فراش الموت. عاصر وتدرب على أيدي قدامى قادة «القاعدة» وكبارها ابتداء من أيمن الظواهري، قائد التنظيم حالياً، وأبو حمزة الغامدي قائد حرس بن لادن الذي جنده في التنظيم، مروراً ب «أبو خباب» صانع قنابل «القاعدة»، و «أبو زبيدة الفلسطيني» و «أبو مصعب الزرقاوي». مع قادة «القاعدة» تعلّم كيفية استعمال الأسلحة والصواريخ وزراعة الألغام، كما تعلّم قتال المدن والجبال والاستخبارات. في عام 1994 كان لا يزال في السادسة عشرة، التحق ب «الجهاد» في البوسنة والهرسك وهناك تعرّف إلى خالد شيخ محمد مهندس تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. بعد توقيع «اتفاقية دايتون» للسلام بين الصرب والبوسنيين والكروات عاد مجبراً إلى وطنه، ليجد نفسه غريباً. شد الرحال إلى ساحة جهادية تلائم هويته الجديدة، فأرتحل إلى أفغانستان للقتال مع القائد الأفغاني قلب الدين حكمتيار. لم يرقه قتال الأفغان بعضهم بعضاً وتشرذم المقاتلين العرب فانتقل إلى أذربيجان لتقديم الدعم اللوجستي لمقاتلي الشيشان بقيادة خطّاب. وهناك نسّق زيارة أيمن الظواهري وساهم في إطلاق سراحه من السجون الداغستانية بعد القبض عليه خلال محاولته دخول الشيشان. لم يرقه «العمل الإداري والبيروقراطية المملة» في أذربيجان، فانتقل إلى الفيليبين بحثاً عن «سوق جديدة للجنّة». قاتل هناك لكن «جهاد الطبيعة» كان أقسى من جهاد البشر، فقرر العودة إلى أفغانستان حيث بايع أسامة بن لادن على السمع والطاعة في المنشط والمكره. بعد البيعة تعددت مهماته في «القاعدة» فكان أحد المدربين في مجال العلوم الشرعية. ملامحه الطفولية وذاكرته الحديدية دفعت قادة «القاعدة» لاختياره ليكون ساعي بريدها الدولي وحافظ أسرارها، حاملاً رسائل قادتها إلى أفغانستان وباكستان وعواصم عربية وأوروبية. خلال فترة علاج خارج أفغانستان عام 1998، وبعد صراع فكري وعقائدي داخلي، نقض «رمزي» بيعته لزعيمه السابق، وألقى عباءة «القاعدة»، وأدار ظهره لرفاق الجهاد، وقفز من سفينتهم قبل غرقها، وانتقل إلى المعسكر المقابل. كان بمثابة «الكنز» لمشغليه. هو اختارهم ولم يختاروه، لم يفرضوا عليه التعاون بل هو اختار أن يكون «جزءاً من الحل، كما كان جزءاً من المشكلة». بعد تدريبه على العمل الاستخباراتي عاد إلى «القاعدة» وساهم في إفشال العشرات من عملياتها حول العالم. تجسس على كبار قادتها والمقربين منها في أوروبا وخارجها. يقول: «لو كنت جباناً لما عدت إلى معسكرات القاعدة لأتجسس عليها وأنا أعلم أن انكشاف أمري يعني اقامة حفلة إعدام لي». بعد كشف «القاعدة» أمر تجسسه عليها أصدر «أبو يحيى الليبي» فتوى بقتله.