أعلنت الأممالمتحدة مساء الاثنين أنها سحبت دعوة كانت وجهتها لإيران لحضور مؤتمر جنيف2 الذي يبدأ الأربعاء في سويسرا حول الأزمة السورية، بينما أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض مباشرة إثر ذلك أنه سيشارك في المؤتمر بعدما لوح قبل ذلك بمقاطعته بسبب مشاركة إيران فيه. وقال مارتن نسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بنيويورك إن مؤتمر جنيف -الذي سيعقد تباعا في مدينتي "مونترو" وجنيف السويسريتين بدءا من الأربعاء- سيسير دون مشاركة إيران لأنها لم تعلن صراحة أن الوثيقة الصادرة عن مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012 هي أساس لمؤتمر جنيف الثاني. وأضاف نسيركي أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "خاب أمله" مما وصفه بالبيانات الإيرانية العامة من المؤتمر الذي يبدأ الأربعاء. وينص الإعلان الصادر عن اتفاق جنيف1 على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تكون لها الصلاحيات نفسها التي تتمتع بها حكومة الرئيس بشار الأسد الحالية. ومباشرة إثر إعلان الأممالمتحدة سحب الدعوة التي وجهتها لإيران فجر الاثنين، أعلن الائتلاف الوطني السوري أنه سيشارك في المؤتمر الذي يفترض أن يشارك فيه وفد من الحكومة السورية. وقال مسؤولون في الائتلاف إنه سيرسل خلال ساعات إلى الأمين العام للأمم المتحدة لائحة بأعضاء الوفد الذي سيمثله في المؤتمر. وكان الائتلاف قد أعلن قبل ذلك أنه سيقاطع المؤتمر في حال تم الإبقاء على الدعوة الموجهة لإيران دون أن تقر بإعلان جنيف1 أساسا لجنيف2، ودون أن تعلن سحب قواتها من سوريا. وبعد وقت قصير رحبت الولاياتالمتحدة بسحب الأممالمتحدة دعوة إيران لحضور محادثات جنيف2، وقالت إنها متفائلة بأن جميع الأطراف يمكنهم إعادة تركيز جهودهم على إنهاء الحرب الأهلية السورية. وقالت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان /"يحدونا الأمل بأنه في أعقاب الإعلان الذي صدر اليوم فإن جميع الأطراف يمكنها الآن أن تعود للتركيز على المهمة المباشرة وهي إيجاد نهاية لمعاناة الشعب السوري وبدء عملية نحو انتقال سياسي طال تأجيله". دون إيران وقال مراسل الجزيرة في نيويورك مراد هاشم إن الأممالمتحدة تركت الباب مواربا لمشاركة إيران في مؤتمر جنيف2 في حال قبلت بإعلان جنيف1 أساسا لهذا الاجتماع الدولي الجديد الذي يبحث سبل إنهاء الأزمة القائمة في سوريا منذ عام 2011. وأضاف أن الدعوة الموجهة لنحو أربعين دولة بالإضافة إلى عدة منظمات تفترض موافقتها على تنفيذ ما ورد في إعلان جنيف1، خاصة في ما يتعلق بضرورة إنشاء هيئة انتقالية تدير شؤون سوريا، بما في ذلك الأمن والمخابرات، لمدة محددة للخروج من الأزمة الراهنة. وقبل الإعلان عن سحب الدعوة الموجهة لإيران، قال لؤي صافي المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري للجزيرة إن من غير المعقول أن تشارك في مؤتمر جنيف2 دولة لا تعترف بالإطار المرجعي للمؤتمر. وكان الائتلاف قد أمهل الأممالمتحدة حتى العاشرة من مساء الاثنين بتوقيت مكة لسحب الدعوة الموجهة لإيران في حال عدم إعلان طهران الصريح بقبول اتفاق جنيف1 بالكامل، وبتنفيذ أي نتائج تخرج من مؤتمر جنيف2. وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف أنس العبدة للجزيرة إن مشاركة إيران يمكن أن تكون مقبولة فقط إذا "أعلنت سحب قواتها من سوريا والتزامها باتفاق جنيف الأول بالكامل، وبتنفيذ أي نتائج تخرج من مؤتمر جنيف الثاني". وفي طهران، قالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم الاثنين إن بلادها ستشارك في مؤتمر جنيف2 دون شروط مسبقة. وفي وقت سابق الاثنين، قال مراسل الجزيرة بنيويورك إن الأمين العام للأمم المتحدة فوجئ بردود الفعل التي توالت عقب دعوة إيران، لا سيما أنها جرت بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة الأميركية، وفق ما نقل المراسل عن المتحدث باسم بان. ودعت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين إلى إلغاء الدعوة الموجهة لإيران لحضور المؤتمر إذا لم تقبل بشكل كامل وعلني إعلان جنيف1، وهو ما أكدت عليه بريطانيا وفرنسا. كما قالت السعودية إن إيران لم توافق على إنشاء حكومة انتقالية سورية، ولها قوات عسكرية تحارب إلى جانب قوات النظام السوري مما يجعلها غير مؤهلة للمشاركة في جنيف2. إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حذر من أن غياب إيران عن المؤتمر سيكون بمثابة "الخطأ الذي لا يغتفر"، مضيفا أن الدعوة وجهت للدول التي لها تأثير على الوضع السوري، وأن غياب طهران عن هذه المفاوضات سيجعلها "شكلية".