أدانت الحكومة الهولندية ملصقا مسيئا للإسلام، وزعه عضو البرلمان الهولندي خيرت فيلدرز، قائد حزب الحرية اليميني المتطرف، المعروف بعدائه للإسلام. الملصق يشبه العلم السعودي، وكتب عليه فيلدرز نصا مهينا للإسلام، الأمر الذي دفع الحكومة الهولندية إلى النأي بنفسها عن مثل هذا التصرف، وإدانته بوضوح. وقام فيلدرز قبل أسبوعين بتوزيع ملصق على شكل العلم السعودي، لكنه استبدل فيه الشهادتين المكتوبتين على العلم بنص يهين الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم. بحسب موقع الاذاعة السويسرية. وفاز فيلدرز الذي يلقى تهديدات منذ 9 سنوات بسبب هجومه الدائم على الإسلام، بجائزة سياسي العام 2013 في هولندا بعد نجاحه في مسابقة أجرتها إحدى القنوات التلفزيونية المحلية بعد ارتفاع نسبة التصويت في الاستفتاء الذي جرى في هذه المسابقة. ويعتبر فيلدرز مؤسس الحزب وهو سياسي يميني متطرف أثار عاصفة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي بسبب إنتاجه لفيلم فتنة وبسبب تصريحاته المتكررة ضد الإسلام. في انتخابات 2010 حاز هذا الحزب 24 مقعداً من أصل 150 في مجلس النواب في البرلمان، ما جعله ثالث أكبر الأحزاب. كما يحظى هذا الحزب المتطرف بعشرة مقاعد في مجلس الشيوخ في البرلمان الهولندي و 5 نواب في البرلمان الأوروبي. الجدير بالذكر أن نائب رئيس تجمع الحزب في بلدية لاهاي ‘أرنود فان دورن' قد أعلن إسلامه رسميا في شهر آذار/مارس 2013. في حديث تلفزيوني أنكر فيلدرز أن يكون هدفه الإساءة للمسلمين من خلال هذا الملصق، وقال إنه يسعى إلى 'تحرير الناس من نير الإسلام'. واعتبر أن 'الإسلام في كل مجتمع يوجد فيه يؤدي إلى الكثير من العنف والبؤس وعدم التسامح مع المرأة والمسيحيين وغير المؤمنين والمثليين'. وقال فيلدرز إنه زار العديد من الدول الإسلامية، وأضاف: 'إن سكان هذه الدول ودودون ولديهم إمكانات كبيرة. لكنهم، وبسبب الإسلام، محاصرون بإيديولوجية الكره والعنف'. بدوره نأى وزير الخارجية الهولندية فرانس تيمرمانس بنفسه عن تصرف فيلدرز، وقال إن 'إهانة المعتقدات الدينية لمليار مسلم لا يمكن اعتبارها مساهمة في مكافحة التطرف، بل هي تخدم المتطرفين أنفسهم'. ويتسبب فيلدرز بصداع دائم للسياسيين الهولنديين وذلك منذ نشره لفيلمه 'فتنة' عام 2008. ومع كل تحرك لهذا السياسي اليمني المتطرف يضطر السياسيون الهولنديون للتوجه إلى الخارج للتأكيد على أن رؤية فيلدرز 'لا تمثل موقف الحكومة الهولندية وأغلبية المواطنين الهولنديين'. بالإضافة إلى توضيح أن الحكومة لا تستطيع منع فيلدرز من التعبير عن رأيه، لأن 'هذا حقه في بلد ديمقراطي يتمتع بحرية التعبير'. وفي عام 2010، رفع معارضو فيلدرز دعوى قضائية ضده بسبب خطاب الكراهية الذي يعتمده، لكن المحكمة حكمت ببراءته. في الوقت الراهن، تحرك مسلمون هولنديون لوقف نشر ملصق فيلدرز. وتقدم كل من محمد رباع من المجلس الوطني للمغاربة الهولنديين والجريدة الهولندية المسلمة بطلب إلى موقع غوغل لوقف حركة البريد الإلكتروني على العنوان الذي يمكن من خلاله الحصول على الملصق المسيء. تحرك غوغل وأصبح هذا العنوان غير صالح للاستعمال، غير أن فيلدرز قال في حسابه على تويتر إنه أنشأ بريدا إلكترونيا جديدا.