رأت مجلة ويرد أن تقديم أبل لنظام تشغيلها ولطقم أي ورك وتطبيقات أي لايف مجانا، هو بمثابة آخر مسمار في نعش أنظمة التشغيل، فيما اعتبرت فوربس أنه إعلان حرب ضد مايكروسوفت. إذ لم تكتفي أبل بالإعلان عن تقديم نظام تشغيلها الجديد مجانا ودون مقابل بل قامت أيضا بتقديم برنامج تطبيقات المكتب أي وورك iWork مجانا (ويقابله أوفيس لدى مايكروسوفت)، كذلك الحال مع برنامج أي لايف iLife وهما صالحان للعمل مع أجهزة ماكنتوش الجديدة وحتى القديمة التي باعتها الشركة منذ العام 2007. يضاف إلى ذلك كل تطبيقات أبل لنظام أي أو إس iOS apps. ستخسر مايكروسوفت من هذه الخطوة خاصة أنه تستهدف قسما كبيرا من عوائد أرباحها، بينما لا تمثل البرامج قسما كبيرا من عوائد أبل أو 2.2% بحسب فوربس. ولكن لنقارن قرابة 60% من أجهزة ماك التي يتوقع أن تعمل بنظام التشغيل مافيريكس، مقابل 5% من الكمبيوترات التي تعمل بويندوز 8 (النسبة لا تعكس عن الأرقام الفعلية لأن حصة أنظمة ويندوز من مايكروسوفت هائلة في الكمبيوترات الشخصية). لكن القضية هي الاستثمار بالمستقبل إذا أن ذلك يعزز أعداد المطورين لصالح أجهزة أبل، فالمبرمجين أو المطورين يهمهم أن يقدموا برامج لأنظمة التشغيل واسعة الانتشار كما هو الحال مع أجهزة ماك حاليا. يمكن أيضا مقارنة ما تطلبه مايكروسوفت للترقية لويندوز 8، وهو 100 دولار، فيما تدفع الشركات رسوم اشتراك سنوي لقاء الترقية، وبالرغم من تراجع ويندوز كمصدر للدخل لدى مايكروسوفت إلى أنه يقدم ربع عوائدها حاليا أي بحدود 20 مليار دولار فقط. بالطبع لن يقفز مستخدمو ويندوز لنظام ماك لأن ترقيته مجانية إلا أن ذلك يمثل تحديا أمام مايكروسوفت عندما تواصل الطلب من الشركات وإقناع الزبائن أن يدفعوا لقاء الترقية لويندوز فيما تقدم أبل ذلك مجانا. لكن مشكلة مايكروسوفت الأكبر هي أوفيس، مصدر قسما هائل من عوائدها، والذي يتعرض للمنافسة من كل من غوغل وأبل حاليا. فهناك أوفيس عبر الإنترنت Office 365 الذي يجلب قرابة مليار دولار لمايكروسوفت سنويا وتقدمه لقاء رسوم من 100 دولار. ولا يمكن لمايكروسوفت أن تنافس منتجات مجانية، حيث يمكن لتطبيقات غوغل وأبل أن تتعامل مع وثائق من أوفيس. هذه جولة مثيرة أطلقت فيها أبل القصف التمهيدي لحرب طاحنة مع مايكروسوفت، فلنشاهد فالمتعة أكيدة مع البرامج المجانية.