تم اليوم الإثنين الإعلان عن أسماء 3 اقتصاديين لتكريمهم بالجائزة المعروفة بإسم جائزة نوبل للاقتصاد وهم الأمريكيين يوجين فاما، ولارس بيتر هنسن، وروبرت شيلر. لكن آخر فئة تمت إضافتها لسلسلة جوائز نوبل العريقة لن تفيد الاقتصاد العالمي المضطرب في المدى القريب. فمنذ انشاءها عام 1969 لم تتمكن جائزة نوبل للاقتصاد (بمعنى أصح جائزة سفيرغيس ريسكبانك في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل) من التأثير على صانعي القرارات الاقتصادية بشكل كبير. وخاصةً في العقد الماضي حيث تم تفضيل المسائل الاكاديمية البحتة على تطوير الاقتصاد العام، وتفضيل الخبراء الأمريكيين (17 أميركي من بين 20 مكرمين في 10 سنوات). وعلى الجانب الآخر لم يأخذ صانعي القرار من السياسيين تلك النظريات في عين الاعتبار أكثر من أي وقت مضى. لذلك تأتي الأسماء هذا العام دون أي مفاجآت. فمجال الاقتصاديين الثلاثة بحثي ونظري وغير تطبيقي حيث أطلقوا عدة نظريات مثيرة في مجالات التقييم السوقي والإحصاء المالي النظري البحت. وفي العام الماضي تم إعطاء الجائزة لأعمال تتعلق بأبحاث في مسأل ثانوية شديدة التخصص أيضا: تطوير نظرية الألعاب التي نشأت في القرن الماضي على طاولات البوكر ثم تم ادخالها في مجالات عديدة كالاقتصاد والعلوم السياسية والاستراتيجيات الحربية. وتعتمد على تخيل ردود أفعال اللاعبين الآخرين ورسم خرائط وسيناريوهات مسبقة لها كي يتم التوصل إلى تكتيكات أكثر تأثيرا. لكن كل هذا لا يفيد أي حكومة أمامها مهمة توظيف ملايين من الشباب خلال سنة أو سنتين على وجه المثال. وعلى الجانب الآخر، حينما كافأت لجنة تحكيم نوبل اقتصاديين يهتمون بالاقتصاد الكلي وبالتحديات الحقيقية التي يواجهها العالم، لم يتمكن السياسيون من توظيف أعمالهم لصالح الشعوب. والدليل على ذلك فشل براك أوباما في إسناد البنك المركزي الأمريكي إلى بيتر دايمند الذي حاز على الجائزة عام 2010 لأعماله عن التوظيف. ورغم حاجة الولاياتالمتحدة الماسة لخلق وظائف من جديد، وأن وثيقة مهام محافظ البنك المركزي الأمريكي مكتوب بها نصيا "القضاء على البطالة"، إلا أن مجلس الشيوخ رفض دايمند تماما. أما كريستوفر سيمز الذي حاز على الجائزة عام 2011 ، فكان محور سخرية عالم المال والأعمال والسياسة عام 1999 حين قال عن منطقة اليورو: "تبدو لي كمحاولة لخلق بنك مركزي وعملة دون سلطات مناسبة متعلقة بالموازنة العامة لتلك الدول" وحذر من أن يؤدي ذلك لأزمة. ضحك السياسيون الأوروبيون لمدة 11 عاما.... ثم توقفوا لمشاهدة اليونان وهي تتحطم وتهدد كل بلدانهم.