دق علماء ومختصون عالميون ناقوس الخطر، وأكدوا أن السعودية باتت مهددة بكارثة بسبب تنامي انتشار مرض السكري في المملكة، حتى بات الأمر مثيراً للرعب، مشددين على أن المرض أصبح شبيهًا بالأمراض المعدية التي وصلت إلى حد "الوباء". وأشار العلماء إلى دراسات حديثة ذكرت أن 30 في المئة من سكان السعودية مصابون بالسكري، ونادوا بضرورة مكافحة المرض عبر مزاولة الرياضة والتقليل من أكل الوجبات السريعة وإجراء فحوص دورية. وأوضح الدكتور جون باتريدج عميد الكلية الملكية للطب في المملكة المتحدة أن السعودية تقع ضمن لائحة الدول العشر التي تعاني معدلات الانتشار الأعلى عالمياً للسكري، معتبرًا النسبة ب"المرتفعة جدًا" مقارنة بدول العالم الأخرى، وقال إن ارتفاع نسبة حدوث مرض السكري في العالم شيء خطير يحتاج إلى دراسات عميقة للخروج بآليات وأنظمة تحد من انتشاره. وأشار خلال المؤتمر العالمي لمرض السكري الذي يعد في مدينة أسطنبول التركية، إلى أن نسبة ارتفاع السكري في العالم تتضاعف من 3 إلى 5 كل 10 سنوات, حيث يعتمد هذا الارتفاع على مكان حدوث السكري, وبالذات الدول النامية مثل السعودية وأفريقيا والتي فيها نسبة حدوثه عالية, معتقدًا أن هذا الارتفاع له علاقة بالعادات الغذائية وطريقة الحياة, عكس الأجزاء الأخرى من العالم والتي يرجع فيها مرض السكري إلى العوامل الجينية. من جهته بيّن الدكتور عبدالوهاب أحمد باوهاب, استشاري غدد صماء ورئيس قسم وحدة الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد العام في جدة أن تسمية بعض أمراض السكر بالمخفية لأنها تخفى على مريض السكر، موضحًا أن مشاكل السكر لا يعرفها العامة ولا بعض الأطباء في معظم تخصصاتهم، وفكرة المؤتمر العالمي لمرض السكري تدور حول إيضاح الأوجه الخفية لهذا المرض. وقال "الهدف الأساسي هو الكولسترول المنخفض الكثافة، ولكن بالنسبة للدهون الثلاثية فلها علاقة وثيقة بمستوى الكولسترول العالي الكثافة حديث التكوين، والهدف الأساسي لدي هو الوصول إلى 70 مليغراماً لكل ديسي لتر في مستوى الكولسترول منخفض الكثافة في دم المريض". وأضاف "هناك مشاكل أمراض القلب والجلطات التي تحدث لمريض السكر رغم أن نسبة السكر لدى المريض متحسنة ولكن هناك عوامل أخرى مثل الكولسترول العام، وعوامل أخرى بنسب مرتفعة في الدم يجب تخفيضها بالتزامن مع محاولة تخفيض نسبة السكر من أجل أن يتجنب المريض المشاكل الصحية مثل الجلطات وتصلب الشرايين. وكانت أرقام منظمة الصحة العالمية كشفت مؤخراً أن السعودية هي ثالث دولة في معدلات السمنة في المنطقة بنسبة 35.5 %، كما يوجد في المملكة نحو 3 ملايين طفل وبالغ سعودي سمين، وأشارت الإحصائيات المعتمدة إلى أن السمنة منتشرة لدى 38 % من الرجال و 44 % من النساء في المملكة. وتوقعت المنظمة بحلول عام 2030 أن يكون هناك أكثر من 500 مليون مصاب بالسكري في العالم بسبب الزيادة في السمنة، موضحة أن 5 ملايين شخص توفوا عام 2011 بسبب إصابتهم بمرض السكري. وعلى غرار التحذيرات التي تأتي من الخارج حول مخاطر السمنة على السعوديين، كان رئيس لجنة التثقيف الصحي بجمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية الدكتور باسم فوتا أكد مؤخراً أن السمنة لدى الأطفال تكون أكثر خطورة إذا استمرت معهم مع تقدم العمر، حيث أن 80 % من الأطفال السمينين سيكونون كباراً سمينين. وحذر من أن السمنة ترتبط ب 28 مرضاً رئيسياً منها السكر وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي والكلى والتناسلي والكبد والعظام والمفاصل والاكتئاب واضطرابات النوم وحصوات المرارة. وشددت الجمعية في السياق ذاته على تشجيع الأطفال على تناول الأغذية قليلة الدسم والخضروات واللحوم غير الدسمة والأطعمة غير المقلية، والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم وتقليل تناول الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة والبسكويتات والشيبس والنقانق والفطائر، وجعل الأطعمة المتوفرة في المقاصف المدرسية صحية واستبعاد الأطعمة غير الصحية..بحسب إيلاف