دعوى قضائية تواجهها كلية سانت هوغ التابعة لجامعة أكسفورد العريقة بسبب إتباعها سياسة تمييزية ضد الطلاب الفقراء الذين يتقدمون بطلبات لدراسة دورات الدراسات العليا. وأفادت في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية بأن أحد الطلاب قرر مقاضاة الكلية، التي تأسست عام 1886، لاختيارها الطلاب المتقدمين لها ليس فقط على أساس أكاديمي، وإنما استناداً أيضاً على قدرتهم على إثبات أن بوسعهم دفع عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية لتحمل مصاريف الدراسة ونفقات الظروف المعيشية. وقد قيل، تبعاً للصحيفة، إن كلية سانت هوغ، إلى جانب كليات أخرى بجامعة أكسفورد، تختار طلابها بناءًَ على الثروات التي يمتلكونها، حيث يطلبون من الطلبة تقديم ما يفيد امتلاكهم لأموال تغطي رسوم التعليم وكذلك ما لا يقل عن 12900 جنيه إسترليني سنوياً من أجل تغطية المصاريف والنفقات الخاصة بالأحوال المعيشية. وترفض الجامعة الأخذ بعين الاعتبار الأرباح المتوقعة من الطلاب الذين يخططون للقيام بأعمال مدفوعة الأجر أثناء دوراتهم ولا تتاح لديهم سوى منحة دراسية واحدة مجربة. وقد تقدم بالأوراق القانونية في تلك الدعوى طالب يدعى داميين شانون، 26 عاماً، بعدما مُنِع من حقه في الحصول على مكان فاز به لدراسة تاريخ الاقتصاد، لأنه لا يمتلك مبلغاً إجمالياً يزيد عن 21 ألف إسترليني لرسوم التعليم وتكاليف المعيشة. أما كلية سانت هوغ، التي تعارض تلك الدعوى وتسعى لتفنيدها، فلم تنكر من جانبها أنها منعت شانون بسبب ظروفه المالية. كما أنها ستؤكد أن اختبار القدرات المالية للطلاب هو لضمان قدرتهم على إكمال دوراتهم دون أن يتأثروا بصعوبات مالية. وقد استعانت الكلية بمكتب بيتر أولدهام لمباشرة القضية في محكمة مقاطعة مانشستر. وأشار أصدقاء لشانون إلى أنه في حال خسارة زميلهم للقضية وإجباره على دفع كامل المصاريف، فإن ذلك قد يجبره على إشهار إفلاسه في نهاية المطاف. وصرح في هذا الصدد مسؤولون لدى إحدى عشر جامعة للصحيفة البريطانية واسعة الانتشار إن مخاوفهم بشأن الأثر المثير للانشقاق اجتماعياً لرسوم التعليم المرتفعة جاءت للرد على تخفيضات منحة التعليم ونقص التمويل لطلاب الدراسات العليا المحتملين. وورد بالمطالبة القانونية لشانون " أرى أن تأثير الضمان المالي لتكاليف المعيشة لتقديم حق الحصول على التعليم في الجامعة هو تأثير وهمي، وبالتالي إنكار جوهر هذا الحق". وختمت الصحيفة بنقلها عن ناطق باسم كلية سانت هوغ قوله :" تم الإعلان بوضوح للطلاب المحتملين عن شرط توفير طلاب الدراسات العليا لضمان مالي من أجل المشاركة في الدورات التي تنظمها جامعة أكسفورد. وقد أكدت الكلية والجامعة أن جمع التبرعات للمنح الخاصة بالدراسات العليا هو أولوية من الأولويات الرئيسية".