أفادت صحيفة "اليوم" الإلكترونية اليوم الخميس أن موظفو برنامج "ساهر" المروري الحكومي هم أجانب في حين تسعى الرياض إلى توطين الوظائف (السعودة) بهدف إلزام القطاع الخاص بتحقيق توازن في نسب العاملين بين الأجانب في السعودية والسعوديين الذين يجدون أنفسهم عاطلون عن العمل في أكبر بلد مصدر للخام في العالم. وفجرت آراء عددٍ من موظفي الشركة المشغِّلة لنظام "ساهر" والتي نشرتها أمس الأربعاء والمتضمنة اعترافاتهم بوجود 50 بالمائة من العاملين الذين يسجلون مخالفات السرعة المرورية من الأجانب، العديد من علامات الاستفهام خاصة في الوقت الذي أصرّ المتحدث الإعلامي لمرور المنطقة الشرقية على عدم وجود عمالة أجنبية برصد السرعة على الطرق تعمل في "ساهر". وأكّد المتحدث المقدم علي الزهراني أن جميع العمالة تعمل في مجالات أخرى غير المخالفات المرورية، وأمام تضارب أقوال الموظفين بالشركة والمتحدث الإعلامي للمرور، قالت الصحيفة إنها وجدت "أنه من الضروري كشف الحقيقة والتوصّل إلى أسباب التناقض خاصة أننا أمام قضية أمنية خطيرة". محرر "اليوم" انتقل إلى طريق الدمام – الجبيل السريع واضعاً في اعتباره مهمة محددة وهي التوصّل إلى جنسية العاملين الذين يحرّرون مخالفات السرعة المرورية عن طريق نظام ساهر على الطريق، وتوثيق المعلومة بالاطلاع على الأوراق الثبوتية لهؤلاء العاملين، وشاهد سيارة "ساهر" المتوقفة على الطريق وتحمل لوحات رقم (ب ل ى 9146) وبداخلها موظف، واقترب منه وسأله عن العديد من المعلومات حول كيفية تحرير المخالفات وطريقة التقاط الكاميرات لمخالفات السرعة، ثم سأله عن جنسيته وكانت المفاجأة عندما قرّر أنه من جنسية عربية، وللتأكد من صحة المعلومة طلب منه الاطلاع على إقامته وبطاقة العمل من شركة المشغلة لنظام "ساهر" وبالفعل قدّم بطاقة إقامة توضح جنسيته العربية، إضافة لبطاقة تثبت أنه يعمل في الشركة. وقالت الصحيفة إن محررها لم يكتف "بطريق الدمامالجبيل وإنما انتقل إلى طريق الظهرانالخبر، وتوجه إلى سيارة ساهر على الطريق وقابل الموظف الذي يجلس داخلها ودار نقاش طويل بينهما وفي البداية توجس الموظف منا لكنه لم ينكر حقيقة جنسيته العربية، وأمهله عدة أيام لإحضار إقامته التي يتم تجديدها عن طريق الشركة". وكانت صحيفة "اليوم" قد نشرت أمس الأربعاء تقريراً تضمن شكاوى عددٍ من المواطنين الموظفين في شركة "ساهر" وأكدوا تعرضهم لظلمٍ من الشركة وعدم حصولهم على مستحقاتهم وبدل المخاطر، وقالوا بأن حوالي 50 بالمائة من الموظفين العاملين في الشركة أجانب لكن المتحدث الرسمي لمرور الشرقية نفى بشدة وجود عمالة أجنبية في الشركة تعمل في سيارات تحرير المخالفات المنتشرة على الطرق، وأكد أن العمالة الأجنبية تعمل في مجالات أخرى على حد قوله. وختمت الصحيفة بأنها "كشفت بالمستندات وجود عمالة أجنبية في الشركة المشغلة لساهر وتطالب مرور الشرقية بمراجعة المعلومات التي وردت على لسان متحدثه الإعلامي".