في فضيحة جديدة تضاف لسجله, نشرت صحيفة "الصنداي تايمز" البريطانية في عددها الأحد تحقيقًا لمراسل الصحيفة في باريس ماتيو كامبل أكد فيه أن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي اعتاد اغتصاب الفتيات المراهقات وإذلالهن. وقالت وكالة "أنباء الشرق الأوسط": إنه في تفاصيل التحقيق الذي يرتكز على كتاب صدر الأسبوع الماضي نقرأ أن القذافي كان "مغتصبًا ساديًا يختطف فتيات المدارس ليخدمن لديه كعبدات لممارسة الجنس معهن"، وفقًا لمصدر فرنسي "موثوق". وأضاف التحقيق: "كان القذافي عادة يغتصب ويضرب ويذل الفتيات المراهقات".. ويروي الكتاب قصة فتاة تدعى ثريا وعمرها 15 عامًا عندما اختطفت عام 2004 من قبل "مكتشفي المواهب" العاملين لصالح القذافي، وذلك في أعقاب اختيارها لكي تقدم له باقة ورود عندما كان يزور مدرستها. وتابع التحقيق: "كان يغتصبها مرارًا، ويضربها، طوال السنوات الخمس التي احتجزت فيها كإحدى الحريم لديه". وكان قد تم الكشف عن تسليم سلطات النرويج 19 شابًّا ليبيًّا لجأوا إلى أوسلو بين عامي 2000 و2003، إلى نظام القذافي بعد أول زيارة لرئيس الوزراء النرويجي لطرابلس. وقال إبراهيم أبوعين أحد الشباب الذين سلمتهم النرويج إلى ليبيا بعد ثلاثة أيام من عودة العلاقات الليبية النرويجية: إن السلطات النرويجية كانت تلاحقه عند ذهابه إلى المسجد بمدينة ترونسوا عاصمة الشمال، وعند القبض عليه مع بقية رفاقه وجدوا أنفسهم يواجهون قضية "مفبركة" بسبب العثور على مصاحف في حوزتهم. وبدوره، لجأ أحمد الحريزي إلى النرويج هربًا من القبضة الأمنية للقذافي، وعمل بمخزن للمواد الغذائية، لكنه وجد الأغلال في يديه ورجليه بمجرد تحسن العلاقات بين بلاده والنرويج في تلك الفترة، وقال للجزيرة نت: إنه تعرض للإهانة من طرف الشرطة النرويجية، لكنه نفى بشكل قاطع تعرضه للتعذيب الجسدي، وأضاف أنه في سجن الأمن الداخلي بليبيا تعرض لمعاملة وصفها بأنها بشعة. ويعالج الحريزي حاليًا في عيادات العلاج الطبيعي جراء معاناته من أمراض في العظام، مؤكدًا أنه أصيب بصدمة نفسية عند احتجازه في الأمن الداخلي. أما الصحافي عابد الزكرة الذي وشى به أحد أصدقائه المقربين من حرس القذافي بأنه ينتقد في السر أركان النظام، فهرب بدوره إلى النرويج ليعمل في مصنع أسماك، ولم يتمكن من الحصول على اللجوء السياسي، لكنه حصل على موافقة مبدئية على اللجوء لظروف إنسانية، وكان يقطن مدينة فلورا (700 كلم شمال غرب أوسلو). وفي ليلة القبض عليه بتاريخ 16 ديسمبر أصيب الزكرة هو الآخر بحالة من الخوف والهلع، واعتقد لحظتها وقوع انفجار في أوسلو لكثرة أعداد الشرطة التي جاءت لاعتقاله، وقال في تصريح للجزيرة نت: إنه ترك وراءه جميع أمتعته بما فيها هاتفه الشخصي وحسابه المصرفي وأمواله. والحكاية نفسها رواها عدنان التلوع الذي اضطر نهاية عام 2002 إلى مغادرة مدينة زوارة الأمازيغية على الحدود مع تونس طلبًا للحياة في النرويج وهربًا من نظام القذافي الذي كان يلاحقه بسبب أغانيه عن الاضطهاد، وتقدم - بحسب قوله - بطلب لجوء إنساني إلى دائرة الهجرة النرويجية التي تعهدت بعدم تسليمه تحت أي ظرف, وفقًا للجزيرة نت. ويقول عدنان التلوع: إنه قضى عامين بين الإجراءات والمحاكم للحصول على اللجوء، وفي أحد الأيام حين كان مع أصدقائه قامت الشرطة النرويجية بالقبض عليه وترحيله إلى مقر اعتقال سري بجوار المطار، وأضاف أنه ورفاقه اعترضوا على قرار ترحيل رفيقهم أحمد الحريزي، لتتدخل الشرطة النرويجية وتستخدم ضدهم القوة، ثم قامت بحبس كل ليبي بزنزانة انفرادية، ولم تلتفت إلى دعوات عدم تسليمهم للنظام الليبي. وبعد ليلة في السجن الانفرادي وجد التلوع نفسه مقيد اليدين ومغمض العينين رفقة بقية الليبيين على متن طائرة خاصة ومعهم عشرات من الشرطة النرويجية مدججين بالسلاح، ليحطوا بمطار طرابلس ويجدوا في استقبالهم أجهزة الأمن الداخلي والخارجي والمخابرات الليبية. ويقول عدنان التلوع: إنه عند ترحيله كان يعاني من كسور في الأضلع، وبقي حتى إطلاق سراحه بعد شهرين بدون علاج أو أدوية، مؤكدًا أنه أرغم على التوقيع على مستندات بأنه من "الزنادقة" المحسوبين على الإسلاميين المتشددين. واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المخابرات الأمريكية بتسليم معارضين ليبيين لنظام العقيد معمر القذافي، مما عرضهم للتعذيب والانتهاكات، علاوة على ما تعرضوا له في السجون الأمريكية. وأكدت المنظمة أن الولاياتالمتحدة استخدمت تقنية الإيهام بالغرق على إسلاميين ليبيين معارضين للقذافي، وقامت بتسليمهم له، حيث تعرضوا لمزيد من التعذيب خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وكشفت المنظمة في تقرير لها شكل التعامل السري بعد أن قابلت 14 سجينًا ينتمي غالبيتهم إلى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة التي عملت من أجل إسقاط نظام القذافي لمدة 20 عامًا، واستندت كذلك إلى وثائق تضم اتصالات سرية بين أجهزة المخابرات الثلاث، عثر عليها بعد سقوط القذافي. وقالت لورا بيتر - خبيرة في مجال مكافحة الإرهاب في المنظمة -: "هذا التقرير يستند إلى وثائق عثرنا عليها بعد تسلم الثوار الحكم كانت مهملة في مبنى الأمن الخارجي في ليبيا وكانت ضمن ملفات كتب عليها USA ,UK وبداخلها اتصالات سرية بين المخابرات الليبية ومخابرات أمريكا وبريطانيا تظهر أن أمريكا وبريطانيا ساهمتا بتسليم المعارضين لنظام القذافي". وذكر التقرير أيضًا أن خمسة من هؤلاء المعارضين تعرضوا ل"انتهاكات خطيرة" في مركزي اعتقال تديرهما الولاياتالمتحدة في أفغانستان، ولقوا معاملة سيئة جدًّا وتعرضوا لأنواع من التعذيب والانتهاكات بعد تسليمهم لليبيا، لكن المفارقة - حسب التقرير - أن هؤلاء أكدوا أن المعاملة التي تلقوها في سجون القذافي كانت أرحم من السجون الأمريكية.