اعتبر مسؤولون أمريكيون أن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي بشرق ليبيا، مساء الثلاثاء، وقتل خلاله السفير الأميركي وثلاثة أميركيين أخرين، ناتج عن عمل مخطط وليس فعلا عفويا. وكان مسؤول أمريكي فضل عدم الكشف عن اسمه، قد صرح لوكالة فرانس برس مساء الأربعاء، أن الهجوم الذي نسب في البدء الى مسلحين غاضبين من فيلم مسيء للإسلام يبدو أنه منسق وليس عمل حشد غاضب. وقال المسؤول "هذه هي الفرضية التي نعمل عليها في الوقت الحالي". وأضاف إن المتطرفين استغلوا المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على الفيلم كذريعة للانقضاض على القنصلية الأميركية بأسلحة خفيفة ولكن أيضا بقاذفات صواريخ. من ناحيته، أعلن مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وقال لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية "هناك تفاصيل لا تزال غير واضحة، ولكنه تحمل بوضوح بصمات القاعدة" وفقا لدويتشه فيله. ويحقق مسؤولون أمريكيون بإمكانية أن يكون الهجوم مدبرا من قبل شركاء للقاعدة أو مناصرين لها، استخدموا التظاهرة ضد القنصلية كغطاء لتنفيذ هجوم انتقامي مخطط له في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولاياتالمتحدة. الحكومة الليبية لم تستبعد، بدورها، فرضية كون القاعدة هي المسؤولة عن الهجوم على القنصلية، إلا أنها حملت أنصارا للنظام السابق إلى جانب القاعدة المسؤولية. خاصة وأن السفير الأميركي الراحل كان من أشد المؤيدين لثورة الشعب الليبي ضد نظام معمر القذافي. وروى مسؤولون ليبيون لوكالة رويترز كيف أن وحدة من القوات الأمريكية، أرسلت جوا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين المحاصرين، وقعت في كمين محكم، خلال الليل، أدى إلى سقوط قتيلين أمريكيين آخرين. لكن اثنين من المسؤولين الليبيين أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن رافقت قوة الإنقاذ الأمريكية قالا إن الشواهد تدل على أن هجوما لاحقا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون وأن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون. بالتأكيد لايمكن الجزم بمسؤولية هذا الطرف أو ذاك عما حدث، وتبقى تلك الاحتمالات مفتوحة حتى انتهاء التحقيقات التي أعلنت السلطات الليبية عن البدء بها، للكشف عن ظروف ذاك الهجوم وخلفياته.