قال مكتب المدعي العام في ألمانيا إن الشرطة هناك نجحت يوم أمس في إلقاء القبض على ممثل الأفلام الإباحية، لوكا روكا ماغنوتا، المُلاحَق دولياً منذ فترة لقيامه بقتل وتقطيع جثة طالب صيني في مونتريال، داخل مقهى للإنترنت في برلين. وفي تصريحات أدلت بها لمجلة دير شبيغل الألمانية، قالت ناطقة باسم المكتب: "يمكنني تأكيد خبر إلقاء القبض عليه بعد ظهر يوم أمس، وهو الآن تحت تصرف الشرطة. وأتوقع أن يتم الكشف عن مزيد من المعلومات بهذا الخصوص اليوم الثلاثاء". وعلمت المجلة من متحدث باسم الشرطة الألمانية أن عملية الاعتقال تمت داخل مقهى مخصص للإنترنت، بعد أن تعرف أحد الأشخاص على المشتبه به وبادر بإبلاغ الشرطة. وأضاف هذا المتحدث أن لوكا لم يبد أي مقاومة حين واجهه الضباط المسلحون. وبسؤاله عما إن كان هو الشخص المطلوب، رد عليهم " نعم، أنا". وقال شاهد عيان كان في مقهى الإنترنت، ضمن تصريحات أدلى بها للمجلة، إن لوكا كان يقرأ أخباراً تتحدث عنه حين تم إلقاء القبض عليه. وأشار إلى أنه كان يرتدي نظارات شمسية وسترة سوداء، وأن العاملين في المقهى لاحظوا لهجته الفرنسية. ومن المتوقع أن يتم نقله اليوم الى مكتب المدعي العام الاتحادي، بانتظار صدور قرار بترحيله إلى كندا. وقد تمكن لوكا، 29 عاماً، من مراوغة الشرطة الفرنسية بعد أن لاذ بالفرار إلى فرنسا، بعد فترة قصيرة من ارتكابه جريمة القتل يوم ال 25 من الشهر الماضي. وتحدث شاهد عيان عن رؤيته له داخل حافلة متجهة من باريس لبرلين. هذا وقد صدر قرار باعتقال لوكا، الذي لقبته الصحافة الأوروبية ب "المجنون الكندي"، بعد الاشتباه بقيامه بقتل طالب صيني يدعى جون لين، يبلغ من العمر 33 عاماً، في جامعة كونكورديا في مونتريال. وقد تم العثور على جثة الطالب الصيني مقطوعة الرأس داخل حقيبة مخصصة لجمع النفايات أمام شقة لوكا الأسبوع الماضي. بينما تم إرسال أجزاء أخرى مقطعة من الجسم، بما في ذلك يد وقدم، عبر البريد، إلى المقرات الخاصة بأحزاب ليبرالية ومحافظة. وتعتقد الشرطة أن لين قد قُتِل ومُثِّل بجسده أحد يومي ال 24 أو ال 25 من أيار (مايو) الماضي داخل شقة في مونتريال. ويعتقد أن لوكا، الذي يستخدم أيضاً أسماء "اريك كلينتون نيومان" و"فلاديمير رومانوف"، أقام علاقة جنسية مع الضحية، ويقال إنه حاول تغيير مظهره، بإجرائه جراحات تجميل واستخدامه الماكياج وصبغه شعره وارتدائه شعر مستعار. وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن محققين كنديين قولهم إن هواجس المتهم دفعته لبث مقاطع مصورة على الإنترنت وهو يقوم بقتل مجموعة قطط، ثم ذلك الطالب الصيني، وأن تلك المقاطع نفسها هي التي قادت إلى إلقاء القبض عليه في الأخير داخل المقهى الذي كان يتابع فيه تغطية الإعلام له ولجرائمه. وتأكيداً لما ذكرته دير شبيغل، نقلت واشنطن بوست عن ناطق باسم الشرطة الألمانية يدعى غويدو بوسك، قوله: "حين حوصر من جانب سبعة ضباط، حاول في البداية أن يعطيهم أسماءا زائفةً، لكنه استسلم في النهاية، وأقر لهم بهويته، ولم يقاوم". ولدى فراره إلى فرنسا، كما يعتقد يوم ال 26 من الشهر الماضي، ومن ثم توجهه إلى ألمانيا، فقد أظهر مقطع مصور سجلته كاميرا المراقبة المثبتة في مقهى الإنترنت، وتحصلت عليه وكالة الأسوشيتد برس، دخول لوكا إلى المكان ظهراً، وهو يرتدي بنطلون جينز وجاكيت ونظارةات شمسية. ثم تحدثه لفترة موجزة مع موظفة المحل، وتوجه بعدها إلى حاسوبه، ومعه رقم25، حيث مكث لمتابعة أخبار قضيته. وفي نفس السياق، أوردت الصحيفة عن ناطقة باسم الشرطة تدعى كريستين زيسمر، قولها:"يتم الآن استجواب لوكا، وسيتم عرضه على قاض خلف الأبواب المغلقة".