نقل تقرير اليوم عن الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية قوله "باكياً" إن "تعسف رجال الحسبة من أكبر الجرائم". ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو "الحسبة" الذين المعروفون أيضاً باسم "المطوعين" أو "المطاوعة" يقومون بتطبيق القواعد الإسلامية المحافظة إلى حد كبير في السعودية والمتعلقة بقضايا من قبيل اللباس والمبادئ الأخلاقية. ويطوفون شوارع المملكة بانتظام لضمان الفصل بين الجنسين والتزام النساء بالزي الشرعي. وقال "آل الشيخ" إن العضو الذي يظلم المواطنين أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له في "الهيئة"، محذراً من التعسف في استعمال السلطة، أو استخدامها ارتجالاً، معتبراً ذلك من "أكبر الجرائم"، وأنه يتنافى مع مبادئ الإسلام، الذي اعتبر الستر والرحمة والإيثار من أركان الاحتساب. وذكر "آل الشيخ" خلال لقائه برؤساء الهيئات في المحافظات التابعة لفرع الرئاسة في منطقة الرياض أمس الأحد إن رجال الحسبة ليسوا معصومين عن الخطأ وليسوا ملائكة، وأنهم يخطئون ويصيبون، وقال "من قال إننا لا نخطئ فقد كذب، نحن لسنا ملائكة، فنحن نخطئ ونستغفر الله، ونخطئ ونعتذر، ونخطئ ويخُطأ علينا، ولكننا نحاول التصحيح، فالخطأ وارد سواء في العمل الميداني، أو بين الزملاء". ودعا "آل الشيخ" رؤساء الهيئات إلى بدء مرحلة جديدة، وكسر حاجز الخوف والرهبة، وفتح علاقات مع المواطنين والمقيمين، وأن تكون "الابتسامة" عنواناً لرجال "الحسبة"، مؤكداً أهمية الأخذ بيد العاصي واحتوائه، ومحاولة ثنيه عن ارتكاب المعاصي، واصفاً المجتمع السعودي بالمجتمع النقي. وطالب "آل الشيخ" الرؤساء أن ينتهجوا أساليب جديدة في علاقتهم مع المواطنين، كزيارة المرضى، والوجود في الملتقيات، وتوزيع الكتيبات والنشرات لهم. وشدد على أهمية مراقبة الأعضاء والموظفين، وتشجيع المتميزين منهم، مؤكداً أن العضو الذي يظلم المواطنين أو يشنع بهم، أو يتصيد ويتعدى عليهم لا مكان له في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن أي تصرف أحمق أو تجاوز ربما يسيء لعمل أربعة آلاف عضو، منوهاً بأن هناك أعضاء يضحون بأموالهم وأوقاتهم من أجل هذا الجهاز، وإعلاء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. "15 امرأة في يوم واحد..هل معه باص يمسك بالناس" ورئيس الحسبة استغرب من أحد الأعضاء الذي يفتخر بأنه قبض على 15 امرأة في يوم واحد، وقال "هل معه باص، يمسك الناس"، مبيناً أنه لا يسعده القبض على أحد، وأنه يفرح بأن تحل القضايا التي يستطاع حلها في مكانها وذكر "آل الشيخ" إن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعم الجهاز بالوظائف، وأعطى ميزانية مضاعفة لبناء المراكز، ودعم الجهاز وتطويره، وقال: "لا بد لنا أن نشيد بولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وندافع عنهم ببيعتنا لهم، وبما أقاموا من شرع الله في البلاد ، وبدعمهم غير المحدود سواء المعنوي أو المادي لهذا الجهاز المبارك، وقد عُهد دعم جهاز الحسبة من ولاتنا جميعاً، غير أنه في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز قد تضاعف الدعم" وتحدث "آل الشيخ" عن قضية "المناكير"، وقال "ساءني كثيراً ما رأيته، وأن الموضوع ضخم، واستغل استغلالاً سيئاً، حتى سمع بها القاصي والداني"، مضيفاً إن المقطع شاهده أكثر من 1.1 مليون شخص، وأن هناك بعض الدول الغربية ترجمت المقطع، وأن تصرف عضو الهيئة ليس في محله، رغم تجاوز الفتاة، وأنه كان عليه نصحها، وعدم مجاراتها في الحديث، ثم تركها عند عدم استجابتها، وعدم التصعيد، وقال: "الإنسان إذا ابتلي بمجنون أو شخص متهور يراد إيقاعه هل يكون كبش فداء، العالم وصل لصناعة الطائرات، ونحن نقول لامرأة اخرجي من السوق لأن في أصابعك مناكير". وقب عدة أيام، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رجال هيئة الأمر بالمعروف وهم يحاولون إخراج فتاة سعودية من داخل أحد الأسواق التجارية لأنها تضع طلاءً على أظافرها (ماناكير) ما أثار جدلاً داخل المملكة حول دور رجال الهيئة وطريقة أداء عمل بعضهم وخاصة أن الفيديو أظهر نقاشاً حاداً دار بين الطرفين واستدعى تدخل رجال الشرطة في مكان عام. واعتبر "آل الشيخ" المس بالعقيدة أو التعرض للذات الإلهية أو الرسول، والابتزاز، والشعوذة، والمتاجرة بالبشر (القوادة)، والخروج على ولي الأمر، محاذير خمسة لا يمكن التسامح فيها أو الستر، موضحاً إن هذه الأمور "لا يجوز فيها الستر، وأن على الأعضاء الرفع لصاحب الاختصاص، وعدم التسامح مع مرتكبيها". وتواجه هيئة الأمر بالمعروف بعض الانتقادات في عملها ويتعرض رجالها الأربعة آلاف عضو والمكلفة بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في السعودية، إلى انتقادات بسبب بعض الأساليب والتصرفات داخل المجتمع، على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه في منع عدد كبير من الجرائم معظمها ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع السعودي المحافظ، حيث تشكل الهيئة قوة ردع موجودة في كل أنحاء المملكة المحافظة وتضع السعودية في واحد من أكثر بلدان العالم أمناً. كما يسجل السعوديون لرجال الهيئة دورهم الكبير في حماية الفتيات من الابتزاز من قبل الشباب في ظاهرة باتت تشغل الكثير من الباحثين في السعودية واستدعت تدخل الملك عبدالله شخصياً.