دعت الحكومة اللبنانية دول قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين إلى إعادة النظر في قراراتها بشأن سفر رعاياها إلى لبنان، وطلبها من الموجودين هناك المغادرة، قائلة إن الأوضاع في لبنان لا تستدعي من المسؤولين في البلدان الشقيقة اتخاذ مثل هذه القرارات . واستوضح رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين أسباب دعوتها رعاياها إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وتمنى عليها إعادة النظر في ذلك. وقال بيان لمكتب ميقاتي مساء أمس السبت إنه أجرى بعد ظهر أمس اتصالات هاتفية في عدد من المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي، مستوضحا أسباب البيانات التي صدرت عن وزارات الخارجية في كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وأضاف البيان أن ميقاتي استغرب هذه الإجراءات، ورأى أن لا مبرر عمليا لها لأن الأوضاع الأمنية في لبنان جيدة والأحداث التي وقعت تمت معالجتها، في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت في مسقط رأسه مدينة طرابلس شمال البلاد والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى. من جهة أخرى، دعا وزير خارجية لبنان عدنان منصور المسؤولين في دولتيْ قطر والإمارات العربية المتحدة إلى إعادة النظر في قراريهما، وقال "نأمل من الإخوة المسؤولين في دولتيْ قطر والإمارات العربية المتحدة إعادة النظر في هذين القرارين، لأن الأوضاع في لبنان لا تستدعي من المسؤولين في البلدين الشقيقين اتخاذ مثل هذه القرارات". وأضاف منصور أن "الإخوة القطريين والإماراتيين شأنهم شأن الأخوة العرب ولهم مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين، وأن وشائج الأخوة والقربى التي تربط لبنان بهم أكبر من أي حادث عرضي وعابر، وهم بالتالي مرحب بهم في لبنان في أي وقت، لأنهم في نهاية الأمر في بلدهم الثاني الذي يحتضنهم مثلما يحتضن مواطنيه". وكانت كل من قطر والإمارات والبحرين قد حثت أمس رعاياها على عدم السفر إلى لبنان، كما طلبت من الموجودين هناك المغادرة بسبب الأوضاع الأمنية. وكان سفير السعودية في لبنان حذر الشهر الماضي السعوديين من التوجه إلى المناطق الحدودية اللبنانية، بعد خطف اثنين من المواطنين السعوديين ثمانية أيام وتعرضهما للتعذيب، قبل أن يفرج عنهما بعملية سعودية لبنانية مشتركة. وأوقعت اشتباكات في مدينة طرابلس شمالي لبنان ما لا يقل عن عشرة قتلى والعديد من الجرحى، وسط مخاوف من انتقال العنف من سوريا إلى جارها لبنان.