قال علماء من أميركا إن مبيد كلوربيريفوس الحشري الذي يستخدم بشكل واسع يتسبب في حدوث تغيرات في هيكل الدماغ لدى الأطفال. وحسب الباحثين تحت إشراف فيرجينيا رو من جامعة كولومبيا في نيويورك فإنهم رصدوا حدوث العديد من التضخمات في تلافيف المخ لدى الأطفال الذين تعرضوا قبل ولادتهم لجرعات مرتفعة من هذا المبيد الحشري. وأشار الباحثون في دراستهم التي تنشر اليوم في مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم إلى أن هذه التلافيف يتوقف عليها الكثير من القدرات المعرفية والسلوكية للأطفال وأن حجم المخ لدى الأطفال لا يتغير بشكل واضح إجمالا جراء التعرض لهذا المبيد. وأكد الباحثون أن تجارب سابقة على الحيوان أظهرت نتائج مشابهة. استخدم فريق الباحثين البيانات الخاصة ب 369 طفلا في أحد مراكز النقاهة. وركزت هذه البيانات على مدى تعرض أمهات هؤلاء الأطفال لهذا المبيد والهيدروكربونات الأروماتية ودخان التبغ في الوسط المحيط بهم عندما كانوا لا يزالون في رحم أمهاتهم. وكان من بين هؤلاء الأطفال 28 طفلا تعرضوا لجرعات مرتفعة من مادة كلوربيريفوس و38 آخرون تعرضوا لنسبة منخفضة منه. وأظهرت دراسات سابقة وجود علاقة بين هذه المادة وانخفاض مستوى الذكاء لدى الأطفال. ويعتمد العلماء في استخدام هذه المادة كمبيد على تأثيرها السمي على الأعصاب حيث تبطل عمل إنزيم أسيتيلكولينيستريس مما يعطل الاتصال بين الخلايا العصبية وبين الخلايا العضلية وهو الشيء نفسه الذي يحدث عند تناول الإنسان للمادة نفسها.