على عكس ما يقال، أظهرت دراسة أعدتها جامعة برينستون أن المال يمكن بالفعل أن يشتري السعادة، إذ تبين للباحثين الذين أشرفوا على الدراسة (بمن فيهم الفائز بجائزة نوبل دانييل كاهينمان) أن دخلا سنويا يعادل 75 ألف دولار يرتبط بشكل وثيق مع الرفاهية والسعادة العاطفية، لكن أي زيادة في الدخل عن ذلك الرقم لا تترجم إلى زيادة في السعادة التي يشعر بها المرء. وفي المتوسط، فان الأمريكي الذي يصل دخله السنوي الى 575 ألف دولار ليس بالضرورة أكثر سعادة من الذي يبلغ دخله السنوي 75 ألف دولار. وقالت مجلة تايم أن استطلاعا جديدا للرأي يبين أن الشعور بالسعادة لن يكلف المرء كثيرا، إذ أظهر الاستطلاع الجديد أن 50 ألف دولار كدخل سنوي للأسرة كافية لزيادة الإحساس العام بالسعادة والرضا بالحياة لدى الناس. وأن ال50 ألف دولار تجلب للأسرة سعادة حقيقية. وكان الباحثون في معهد ماريست للرأي العام في كلية ماريست، وهو المعهد الذي أشرف على الدراسة، طلبوا من الناس أن يقيموا مستوى رضاهم في المجالات التالية من حياتهم: العائلة وسلامة الحي الذي يقطنونه، وحالة السكن، والحياة الروحية والصحة والأصدقاء والعمل، أو كيفية قضاء الأيام وأوقات الفراغ وميزانيتم المالية ومشاركتهم في المجتمع. ثم طلب منهم أن يحددوا دخلهم السنوي. ووجدت الدراسة أن راتبا سنويا قدره 50 ألف دولار يمثل النقطة الحاسمة في تحديد السعادة والرضا الشخصي. وأضافت تايم أن الأسر التي يقل دخلها السنوي عن 50 ألف دولار كانت أقل سعادة من تلك الأسر التي يتجاوز دخلها السنوي 50 ألف دولار. ويكمن بعض أكبر الفوارق بين مستويي الدخل في الرضا عن السكن والعلاقة مع الأصدقاء والرضا العام بالحياة. وبغض النظر عن مستوى الدخل، وجدت الدراسة أيضا أن 64 % من الأميركيين شهدوا ضائقة مالية خلال العام الماضي. وقال بول هوغان، رئيس ومؤسس شركة هوم انستيد سينيار كير، التي تزود خدمة الرعاية المنزلية للمسنين وكلفت المعهد بالدراسة «قد لا يشتري المال السعادة بصورة مباشرة، لكن دراستنا تظهر بوضوح أنه يشكل عاملا مهما في الرضا عن نوعية الحياة. والنتيجة المهمة هنا لا تكمن في المدى الذي يمكن فيه للدخل أن يشكل نظرتنا إلى الحياة وحسب، بل أيضا في الصعوبات التي ألقى بها الركود الاقتصادي الحالي على الكثيرين».