قالت مصادر أمنية إن النيجر ألغت جواز سفر دبلوماسيا كانت قد منحته لبشير صالح بشير، المدير السابق لمكتب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ، خشية أن تلحق هذه الخطوة مزيدا من الضرر بعلاقاتها الواهنة بالفعل مع الزعماء الجدد في ليبيا، في حين أعلن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية الخميس تشكيل لجنة حدودية بين الجزائر وليبيا قبل نهاية مارس/آذار. وأكد ضابط كبير في شرطة النيجر -طلب عدم الكشف عن اسمه- أن حصول بشير على جواز سفر دبلوماسي يشير إلى توليه منصبا استشاريا لرئيس الجمهورية، لكنه استدرك قائلا "ألغينا جواز السفر بناء على تعليمات". ويعتبر بشير واحدا من مستشاري القذافي السابقين الأكثر نفوذا، وترأس على مدى سنوات الشركة العربية الليبية للاستثمارات الأفريقية، وهي إحدى أذرع الصندوق السيادي الليبي. وبحسب ضابط آخر فإن إلغاء جواز السفر جاء بناء على رغبة من حكومة النيجر لمنع أي توتر في العلاقات مع السلطات الليبية الجديدة، ولا سيما أن الليبيين ما زالوا غاضبين جراء منح سلطات النيجر حق اللجوء لمقربين من القذافي بينهم ابنه الساعدي. وتضغط السلطات الليبية على النيجر لتسليم الساعدي -نجل القذافي- وزادت في إلحاحها عقب دعوته الليبيين -الشهر المنصرم- للاستعداد "لانتفاضة قادمة" في حين تعهدت النيجر بتشديد الرقابة عليه ، لكنها قالت إنه لا يمكن تسليمه لدولة يمكن أن يواجه فيها عقوبة الإعدام. واعتبر الضابط أن القرار يستهدف نزع فتيل التوتر بين زعماء النيجر والمسؤولين الليبيين الذين يتولون سلطة البلاد بعد نجاح ثورة السابع عشر من فبراير/شباط. الحدود الجزائرية من جهة أخرى، أعلن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية الخميس تشكيل لجنة حدودية بين الجزائر وليبيا قبل نهاية مارس/آذار بغية الاتفاق على توفير الأمن ومراقبة الحدود المشتركة على غرار اللجان التي شكلتها بلاده مع النيجر ومالي. وقال الوزير لوكالة الأنباء الجزائرية إنه سيبحث تشكيل اللجنة أثناء زيارة وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العلي للجزائر، وهي الخطوة التي قد تعزز التعاون بين الجارتين اللتين تشتركان في حدود تمتد حوالي ألف كيلومتر. وأوضح ولد قابلية أن اللجنة مع ليبيا ستعمل وفق منظومة لا مركزية وبمرونة كبيرة من دون العودة إلى السلطة المركزية. وأنشأت الجزائر في أبريل/نيسان 2010 مع النيجر ومالي وموريتانيا لجنة عمليات مشتركة مقرها في تمنراست (جنوبالجزائر) لمكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجميع أنواع المهربين الذين ينشطون في منطقة الساحل.