رد محمد الدابي، رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في دمشق، على ما تحدث به المراقب المستقيل أنور مالك في بعض وسائل الإعلام قبل يومين بأن مالك "منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان، متعللا بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص" طبقا للوارد في بيان أصدره. وقال الدابي في البيان الذي تم توزيعه على وسائل الإعلام اليوم الخميس "إن مالك، وقبل مغادرته دمشق بيوم، طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس، وتمت الموافقة له، لكنه غادر قبل اتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره، ودون أن يسلم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص، ولم ينتظر استخراج تذكرة السفر وسافر على حسابه الخاص" . تابع في البيان وقال: "واضح أن مالك حنث بالقسم الذى أداه الى جانب أن ما تحدث به إنما يقع على مسؤوليته الشخصية، وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذى ذهب إلى حمص". واتصلت "العربية.نت" بالمراقب المستقيل فاعترف أنور مالك أنه بقي في الفندق "ولكن طوال الأيام الأربعة الأخيرة فقط، "لأني كنت أعاني وبعض زملائي المراقبين من حمى أصابتنا بسبب تغيرات الطقس" وفق ما ذكر عبر الهاتف من الدوحة التي يغادرها غدا الجمعة الى فرنسا حيث يقيم. وقال مالك: "طالما بقيت الأيام الأربعة الأخيرة في الفندق، فماذا كنت أفعل طوال 12 يوما سبقتها إن لم أكن في حمص وباب عمرو أقوم بعملي في المراقبة؟ يكفي الواحد منا يوم واحد ليعرف ماذا يجري في سوريا، أما أنا فبقيت أراقب الوضع طوال أيام". وروى أن هناك شرائط فيديو كثيرة موجودة على "يوتيوب" وغيره يظهر فيها الى جانب الدابي نفسه وهو يقوم بعمله "كما بحوزتي عشرات الصور أظهر فيها أمام جثث القتلى من المتظاهرين، وكله سأنشره في كتاب عنوانه "كنت مراقبا في سوريا" وفيه سأروي المزيد عند صدوره بعد شهرين" كما قال. وذكر مالك أنه تلقى أكثر من 10 تهديدات بالقتل في سوريا بعد أن نشر في صفحته على "فيسبوك" ملاحظات عما رآه فيها من قتل للمتظاهرين، ورواه بعدها لوسائل الإعلام "وهو ما أثار حفيظتهم فهددوني عبر الهاتف بالذبح، وهذا هو سبب مغادرتي لسوريا بسرعة وبتذكرة اشتريتها من حسابي". وقال مالك إنه أبلغ رئيس بعثة المراقبين بمرضه وبنيته المغادرة "فسمح لي، لكنه قال إن البعثة تفتقر للمال وسينتظر 3 أيام ليتمكن من شراء تذكرة سفر أعود بها الى فرنسا، فانتابني قلق من البقاء في دمشق وقررت المغادرة سريعا على حسابي الخاص". وذكر أنه لا يعرف برهان غليون شخصيا "وبحياتي لم أجتمع إليه أو أراه" وزوجتي لا تمت إليه أيضا بأي صلة، بل هي مثلي جزائرية". وقال إن رئيس بعثة المراقبين هو الذي يتخبط ويخترع الذرائع في كل مرة يضيق عليها منطق الحقيقة بالخناق على الأكاذيب "وكله سيظهر واضحا وجليا للجميع عما قريب".