في مقالات وأعمدة الرأي، اليوم، استنكر الداعية السعودي الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع، في مقالٍ له بصحيفة "الحياة"، تناول مفتي مصر الدكتور علي جمعة بعض أئمة السلف الأولين، مثل: ابن تيمية وابن القيم وابن حجر بالسوء، والانتقاص من قدرهم، حسب الشايع. وبعيداً عن ذلك يؤكّد كاتبٌ أن وجود 8 ملايين وافدٍ في المملكة، هو السبب في بطالة السعوديين. داعية سعودي ل "مفتي مصر": إنما تسيء لنفسك بالنيل من علماء السلف! استنكر الداعية السعودي الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع، في مقالٍ له بصحيفة "الحياة" تناول مفتي مصر الدكتور علي جمعة، بعض أئمة السلف الأولين، مثل: ابن تيمية وابن القيم وابن حجر بالسوء، والانتقاص من قدرهم، حسب الشايع، الذي قال في موعظةٍ لجمعة، وبيانٍ للناس "اطلعت على عددٍ من الحلقات التلفزيونية المسجلة لبعض دروس ومحاضرات الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، وقد استنكرت منه تهجمه على عددٍ من العلماء، مثل: شيخ الإسلام ابن تيمية، والعلّامة ابن القيم، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والإمام محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله جميعاً، وقد لاحظت أن الشيخ علي جمعة، تمادى في إساءاته لهؤلاء العلماء إلى حد السخرية والتهكم بهم، واتهامهم بما هم منه براء، ووصفهم ملبساً بما يشوّه سيَرَ هؤلاء الأئمة. وأهل الإسلام قاطبةً يعلمون حرمة هذا المسلك، وعند وقوعه من شخصٍ ينتسب للعلم فهو أشد حرمةً وأكثر شناعةً". ويرى الشايع أن الدكتور علي جمعة، لم يتبع المنهج القرآني والأسلوب النبوي في الردّ والتعقب، ويقول "وعلى فرض أن الدكتور علي جمعة يرى خطأ أحدٍ من هؤلاء الأئمة أو غيرهم؛ فإن المنهج القرآني والأسلوب النبوي يقتضيان أن يتأدّب في الردّ والتعقب. جاء ذلك في عددٍ من آي الكتاب العزيز، وأحاديث النبي الأمين محمد - صلى الله عليه وآله وسلم. قال الشيخ العلّامة عبد الرحمن السعدي النجدي، رحمه الله، عند تفسير قول الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). قال: لما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك: النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار، ولهذا قال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)". ويمضي الشايع موضحاً "ومن أدب الإنسان الذي أدّب الله به عباده: أن يكون الإنسان نزيهاً في أقواله وأفعاله، غير فاحشٍ ولا بذيءٍ ولا شاتمٍ ولا مخاصمٍ، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملاً لكل أحد، صبوراً على ما يناله من أذى الخلق، امتثالاً لأمر الله ورجاءً لثوابه.. وثبت عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء» رواه الترمذي من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه". ويعلّق الشايع بقوله "وهؤلاء الأئمة الذين اجترأ عليهم الدكتور علي جمعة، وافترى، قد شهد لهم الناس بالفضل والسبق، وكانوا حرصاء على هداية الناس للتمسُّك بمنهج القرآن والسُّنة، فلئن لم يحمد لهم فضائلهم، فلا أقل من أن يكف عن الطعن فيهم زوراً وبهتاناً، وبالتأكيد أن طعن فضيلة الدكتور علي جمعة فيهم ليس بضائرهم شيئاً: (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ). والحقيقة أن الشيخ بإساءاته إنما يسيء لنفسه بما يسبّبه من فتنةٍ بين عامة الناس وتشكيكه في علمائهم.. وأذكِّر الشيخ علياً - وفقني الله وإياه - بما كان من الإمام مالك - رحمه الله - مع شاعر حُكم عليه بحكمٍ قضائي لم يرقَ له، فتهدّده الشاعر بالهجاء، فقال له مالك - رحمه الله: (إنما وصفتَ نفسك بالسفه والدناءة، وهما اللذان لا يعجز عنهما أي أحدٍ، فإن استطعت أن تأتي الذي تنقطع دونه الرقاب فافعل: الكرم والمروءة)". وينهي الشايع بالإشارة إلى منهج علماء الأزهر في الأخذ والرد على العلماء، ويقول "فالزم يا شيخ علي، منهج علماء الأزهر الفضلاء وطريقة شيوخ مصر النجباء، فإن قعدت بك طبيعتك؛ فلا أقل من أن تطهر فمك وتعف لسانك عن أعراضٍ حماها الشرع وقدّرها الناس. (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)". "خزندار": وجود 8 ملايين وافدٍ هو المتسبّب في بطالة السعوديين يؤكّد الكاتب الصحفي عابد خزندار في صحيفة "الحياة"، أن وجود 8 ملايين وافدٍ في المملكة، هو السبب في بطالة السعوديين، ذلك أن عدداً كبيراً من الوافدين يشغل وظائف إدارية وحسابية وأعمال سكرتارية يمكن أن يشغلها السعوديون، لولا تدني الأجور. يقول الكاتب "أكّد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، أن وجود البطالة في المملكة يعكس خللاً حقيقياً يجب تداركه، وأن وجود 8 ملايين وافد ليس مشكلة، وإنما المشكلة في وجود آلاف السعوديين الذين لا يعملون". ويرد خزندار بقوله "أنا أختلف مع سمو الأمير، إذ إن وجود آلاف السعوديين العاطلين يرجع إلى وجود 8 ملايين وافد، أي أن هؤلاء الوافدين هم المشكلة، ذلك أن عدداً كبيراً منهم يشغل وظائف إدارية وحسابية وأعمال سكرتارية يمكن أن يشغلها السعوديون لولا تدني الرواتب وعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة". ويمضي الكاتب شارحاً "تدني الرواتب الذي لا يتجاوز ألفي ريال للمحاسب أو السكرتير يجعل الكثير من السعوديين يعزفون عنها لأنها لا تقيم أود حياتهم، والمرأة التي لا تجد وظيفة إلا بألفي ريال تعزف عنها، لأنها مضطرة إلى أن تشتري سيارة وتوظف سائقاً براتب 1500 ريال، ولا يتبقى لها سوى 500 ريال يُؤخذ منها جزءٌ لمصروفات البنزين وصيانة السيارة، والباقي لا يغريها للعمل عشر ساعات في اليوم، وهو الدوام المعتاد في القطاع الخاص". ثم يتوجّه الكاتب إلى الأمير تركي قائلاً "يفعل الأمير تركي خيراً لو كلف مركزه بحصر الوظائف التي يشغلها الوافدون والتي يمكن أن يقوم بها السعوديون، وحصر عدد السائقين الذين تستخدمهم النساء". وينهي الكاتب بالقول "وأنا أرجم بالغيب وأقول إننا لو وظفنا السعوديين في وظائف إدارية وأعطيناهم راتباً لا يقل عن الحد الأدنى لرواتب موظفي الحكومة واستغنينا عن السائقين الأجانب، فإن عدد الوافدين يمكن أن يتقلص إلى 6 ملايين وافد، وهذا ما يمكن أن يثبته مركز الملك فيصل".