أطلق مجموعة من علماء البيئة والمناخ صرخة جديدة الأربعاء، يحذرون فيها من جبل جليدي ضخم، وصفوه ب\"الوحش\"، نظراً لأن يفوق حجمه حي \"مانهاتن\" الشهير في نيويورك بمرتين، يقترب ببطء من الساحل الغربي لقارة أستراليا. وقال العلماء إن الجبل الجليدي، الذي أطلقوا عليه اسم B17B تبلغ مساحته نحو 54 ميلاً مربعاً، أي حوالي 140 كيلومتراً مربعاً، انفصل عن أحد الجبال الضخمة في المنطقة القطبية الجنوبية قبل عشر سنوات، متجهاً نحو قارة أنتراكتيكا، قبل أن يواصل رحلته على شكل غير معتاد باتجاه الشمال. وأشار العلماء إلى أن \"الوحش\" الجليدي أصبح على مسافة لا تتجاوز 1.056 ميلاً، أي 1.7 كيلومتر من الشاطئ الغربي لأستراليا، وفق ما أفاد تحليل للصور تم التقاطها بواسطة أقمار صناعية مملوكة لوكالتي الفضاء الأمريكية \"ناسا\" والأوروبية. وبينما تشير تقديرات العلماء إلى أن المياه الأكثر دفئاً قد تسبب ذوبان الجبل الجليدي، قال نيل يونغ، أحد المسؤولين في الإدارة الأسترالية للأبحاث لقارة أنتراكتيكا: \"B17B يُعد أحد أهم الدلالات التي تشير إلى تحرك كتل جليدية باتجاه الشمال، بينما ما يزال يحتفظ بحجمه الطبيعي.\" إلا أن يونغ قال، حسبما نقل موقع الإدارة الأسترالية على موقعها الإلكتروني: \"فيما تزداد المياه دفئاً في طريق الجبل الجليدي، فإنه من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تفتته إلى المئات من الكتل الجليدية أصغر حجماً، في المنطقة.\" وكان تقرير سابق قد أشار إلى أن نحو 100 جبل جليدي تتجه نحو نيوزيلندا، حيث شوهدت للمرة الأولى قبالة سواحل جزيرة \"ماكيري\" الأسترالية، على بعد 1440 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من تسمانيا. وهذه هي المرة الثانية خلال 78 عاماً التي تشاهد فيها جبال جليدية قطبية ضخمة تبتعد عن القارة المتجمدة الجنوبية إلى هذه المسافة شمالاً. وكانت المرة الأولى التي شوهدت فيها مثل هذه الجبال من هذا البعد شمالاً، في وقت متأخر من العام 2006، وذلك عندما أصبح بالإمكان مشاهدة الجبال الجليدية العائمة من الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة \"ساوث\" النيوزيلندية، بل وحتى من التلال المحيطة بمدينة \"كرايست تشيرتش.\" ويُعتقد أن هذه الجبال الجليدية انفلقت عن صفيحة \"روس\" الجليدية في القارة المتجمد الجنوبية بين عامي 2000 و2002، وهي الفترة نفسها التي نجمت عنها الجبال الجليدية التي شوهدت عام 2006