في استطلاع عشوائي قامت به "العربية.نت" لبعض المدارس في مدن الدماموالخبروالجبيل بالسعودية، كانت 5 من 11 مدرسة تفتقد لأبسط وسائل السلامة، مثل طفاية حريق صالحة للاستعمال. كما اكتشفت "العربية.نت" أن هناك معلمات يجهلن مكان طفايات الحريق، و4 من كل 11 مدرسة مخارج الحريق فيها إما مقفلة بمفتاح موجود عند الإدارة، أو مسدودة أبوابها بطاولات تعيق الخروج. وقد صرَّحت ل"العربية.نت" إحدى المسؤولات في وزارة التربية، فضلت عدم ذكر اسمها، بأن مخرج الطوارئ للإدارة التي تعمل فيها بالوزارة مسدود ب"كومة من الخردة". وقالت إن المشكلة تكمن في التصاريح التي تمنح لهذه المدراس سواء الأهلية أو الحكومية ذات المباني المستأجرة التي تفتقد لمخارج طوارئ، وصلاحيتها لاستيعاب الطالبات وتمرير مثل هذه الطلبات بدون رقيب لمصالح شخصية. وطالبت المسؤولة أن تخضع المباني التعليمية لمواصفات ومقاييس في البناء كما هي مدارس أرامكو والهيئة الملكية بالجبيل وينبع في التزامها بما يسمى "كود البناء السعودي"، ومواصفات عالمية تُخضع مبانيها لها وتُتابع صيانتها بشكل دوري وصارم. من جهتها، علقت موضي العتيبي، وكيلة مدرسة بمدينة الخبر، على حادثة حريق مدارس براعم الوطن بجدة، والتي أسفرت عن مقتل معلمتين، وإصابة أكثر من 40 طالبة، بقولها إن هناك مسؤولية تقع على وزارة التربية والتعليم، وإدارة الدفاع المدني في القيام بجولات تفتيشية لمباني المدارس غير الصالحة للاستخدام الآدمي، فضلا عن توفر سبل السلامة فيها. والمسؤولية الثانية تقع على مديرة المدرسة في متابعة وسائل السلامة في مدرستها ومخاطبة الجهات الرسمية فيما ينقصها. لكل 50 شخص مخرج طوارئ وفي ذات السياق، شدد المستشار ناصر كمهان السبيعي، منسق عمليات الطوارئ في لجنة الجبيل للطوارئ، في حديثة ل"لعربية.نت"، على قضية المخارج والتساهل فيها، وأنها سبب قوي لعرقلة الإخلاء والإصابات الشديدة. وقال: "يفترض أن لكل 50 شخصا مخرجاً، وللأسف المدارس المستأجرة تفتقد لمخارج الطوارئ وأسس السلامة، فهي بُنيت لعائلة ولم تبنَ لمئات الأشخاص". وقال إن المشكلة تكمن في التصاريح التي تمنح لهذه المدراس سواء الأهلية أو الحكومية ذات المباني المستأجرة التي تفتقد لمخارج طوارئ وصلاحية استيعاب هذا القدر من الطالبات، وتمرير مثل هذه الطلبات دون رقيب. ويؤكد المستشار السبيعي على أن المباني التي تجمع أكثر من عشرة أشخاص لا بد أن تخضع لكود البناء السعودي، وهو مجموعة النظم الفنية والعلمية والإدارية المتخصصة بالمباني، لضمان الحد الأدنى المقبول من السلامة والصحة العامة، ومنها سبل الوقاية من الحريق، كالكشافات وأجراس الإنذار والعوازل والممرات والمخارج ذات السعة التي تستوعب أعداد الطلاب أو العاملين. ويعلل السبيعي نقص ثقافة السلامة في المدارس إلى شح الدورات التدريبية في الأمن والسلامة بشكل دوري للمعلمين والطلاب، وأن الكثير من الطلاب لا يحفظ رقم الدفاع المدني، ولا كيفية التعامل مع الخطر. ويضيف أن من المفروض أن تكون عمليات إخلاء وهمية كل شهر وكل ثلاثة شهور كحد أدنى لتفقّد مواقع الخلل وتفادي الإرباك في حال وقع حريق لا سمح الله. وعزى مستشار الأمن والسلامة السبيعي تكرر الحرائق في مدارس البنات، فضلا عن الأولاد، إلى العادات والتقاليد في التسوير العالي وتشبيك النوافذ. يوم الطفل العالمي وفي الوقت الذي تحتفل فيه بلدان العالم باليوم العالمي للطفل في 20 من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، كان أطفال من مدينة جدة يرقدون على الأسرة البيضاء، ما بين جريح وكسير ومصدوم نفسيا، إثر حريق اندلع في مدرسة براعم الوطن الأهلية. وقد اعتمدت اتفاقية الأممالمتحدة أن من حق الطفل أن يتمتع بالحماية من جميع صور الإهمال والقسوة. وقد أثار مقطع فيديو يصور قفز طالبات مدرسة براعم الوطن من الدور الثالث استياء وغضب الجميع، وزاد ذلك من احتقان المغردين في صفحات موقع التواصل "تويتر"، وتكوَّن من خلاله حراك جماعي يطالب بمحاسبة المسؤولين، وأنهم لن يفلتوا من تغريدتاهم إن أفلتوا من لجان تقصي الحقائق. وقد بلغت التعليقات على الوسم الخاص بحريق جدة "الهاش تاق" في "تويتر" إلى ما يزيد عن 45 ألف تعليق في 24 ساعة، وكشف ذلك ل"العربية.نت" المتخصص في شبكات التواصل الاجتماعية عبدالعزيز الشعلان.