يستدعي التجمع البشري المتقاطر من كل فج عميق ليشهد منافع له في الأماكن المقدسة إبان موسم الحج، جل العناية المثلى والاهتمام الكبير والعناية الفائقة، ليعكس الصورة الحادبة على أمنه والفحوى الحقيقية لجهود التيسير والتسيير، والدور المثالي للمملكة. جهود ممعنة في الدقة والحذق توافر الأمن والأمان لضيوف الرحمن، فاستنفرت قوات الأمن الخاصة المعنية مكافحة الإرهاب أكثر من 3500 رجل أمن من المتخصصين للتصدي لأي محاولات لتعكير أمن الحج في مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، والمشاعرالمقدسة. وكشف قائد القوات الخاصة الفريق الركن محمد بن حمد العماني في حديث خص به «عكاظ» عن تجهيز 450 آلية وعربة مدرعة زودت بجميع الوسائل التقنية والأمنية الحديثة لتنفيذ مهمات القوات خلال موسم حج هذا العام، مبينا أن قواته التي تعد الذراع القوي في دحر الإرهاب، استعدت بخطط وفرضيات أمنية تحاكي الواقع، وطبقتها عمليا بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزيرالداخلية للشؤون الأمنية، وهوالحريص دوما على حضور تلك الفرضيات بنفسه. وتضطلع القوات الخاصة، التي باتت معروفة على نطاق عالمي، بمسؤوليات ذات مهنية عالية وحرفية متفردة في مكافحة الإرهاب تعد دقيقة وحاذقة في تنفيذ عمليات نوعية وسريعة لحفظ الأمن الداخلي للمملكة، ومساندة القطاعات الأمنية الأخرى، ومن بينها: إزالة وإبطال المتفجرات، مواجهة عمليات القرصنة البحرية، خطف الطائرات وتحرير الرهائن، وأمن وحماية كبارالشخصيات. كما أن كوادرها الأمنية على مستوى تأهيلي عال لتلقيهم دورات خارجية اكتسبوا من خلالها تجارب أتت أكلها، وبدت نتائجها واضحة في الأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها المملكة منذ تفجرت أحداث العنف والإرهاب في الثاني عشر من مايو 2003م. ولفت الفريق الركن العماني إلى أن التدريبات والفرضيات التي اجتازها رجال القوات جرت في عدة مواقع متباينة التضاريس، مثل: القتال في المناطق الجبلية والمواقع المشيدة المباني والمفتوحة، وبأحدث التقنيات المستخدمة في مجالي مكافحة الإرهاب وإبطال وإزالة المتفجرات. وتتألف قوات الأمن الخاصة من العديد من الوحدات والأذرع الأمنية كوحدة إبطال وإزالة المتفجرات، وحدة الأمن والحماية، قوة أمن الطائرات، قوة حماية كبار الشخصيات، قوة أمن السفارات خارج المملكة وداخلها، قوة مكةالمكرمة، وقوة منطقة الرياض. وأفاد الفريق الركن العماني أنه وضمن الخطة العامة لأمن الحج المعتمدة من صاحب السموالملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أكملت قوات الأمن الخاصة استعداداتها للمشاركة في هذا الموسم، في إطار مشاركة جميع قطاعات قوى الأمن الداخلي، توطئة لتقديم الخدمات وتوفير أعلى درجات الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام، وتيسير أداء مناسكهم في أمن وطمأنينة حتى عودتهم لأوطانهم. وفي هذا الصدد، أكد على جاهزية القوات لمواجهة ما قد يطرأ في موسم الحج أو الأوقات المختلفة. وزاد بأن القوات حظيت بموقع وسمعة احترافية على مستوى العالم في مجال مكافحة الإرهاب، سواء من حيث التدريب أو التسليح النوعي والتجهيزات ذات التقنيات العالية، مشيرا إلى أنها حققت نجاحات متعددة ضمن منظومة القطاعات الأمنية الأخرى في مواجهة الأحداث التي تعرضت لها المملكة في السنوات الماضية، وسجلت إبانها تفوقا وتميزا. ويولي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية القوات الخاصة عناية فائقة لأهميتها كقطاع أمني معني بمكافحة الإرهاب الذي استهدف المملكة لسنوات، فوفر لها الدعم كبقية الأذرع الأمنية الأخرى، وحرص على تأهيل رجالها في دورات خارجية، متيحا لها امتلاك تجهيزات وتقنيات ومعدات متطورة تعينها على تغييب خطر الإرهاب.