دعا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بمملكة البحرين الشقيقة قادة الإعلام العربي إلى تطويع الخطاب الإعلامي العربي ليكون داعماً للوحدة ونابذاً لأي فرقة في الصف العربي .. جاء ذلك لدى رعاية سموه لحفل افتتاح الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي بحضور العديد من رؤساء التحرير في الوطن العربي. وحث سموه على تطوير الخطاب الإعلامي العربي ليكون قادراً على مخاطبة الرأي العام العالمي بلغة تتمكن من تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض المجتمعات ووسائل الإعلام الأجنبية عن الواقع العربي والإسلامي ، ودعا سموه إلى ضرورة أن يأخذ الإعلام العربي دوره في المساهمة بإيجابية في إحداث نهضة عربية شاملة في كافة المجالات،وشدد سموه على ضرورة أن يكون الإعلام العربي محفزا لقيم الولاء والانتماء داخل الوطن الواحد، وأن يكون حائط صد وسدا منيعا في مواجهة أي تحد يهدد خصوصية وثقافة الشعوب العربية والإسلامية أو يحاول التقليل من شأنها ووصمها بأوصاف هي بعيدة كل البعد عنها كالانغلاق والتطرف والإرهاب. وأكد سموه بأن الحرية الإعلامية تشكل أساساً للانطلاق نحو إعلام ناضج ومتصالح مع العصر ومواكباً لروحه، فكلما كانت الحرية الصحافية إيجابية ومسؤولة تعاظم دورها أكثر في مسيرة العمل الوطني والتنموي وتكرس تأثيرها كسلطة رابعة. وحيا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قادة الإعلام العربي ورواده الذين نجحوا بالانطلاق بالإعلام العربي إلى العالمية ، واكسبوه قوة وتأثيراً في المحيط الإعلامي العالمي ، وقال سموه إننا نتطلع نحو المزيد من العطاء من هؤلاء القادة ويقيناً هم قادرون على ذلك، وأشاد بالصحافة والإعلام العربي وانتشارهما الواسع عالمياً وبما شهداه من تطور مهني وتكنولوجي وفني. وكان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قد تفضل فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح أعمال الملتقى الأول لقادة الإعلام العربي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين بالتعاون مع الملتقى الإعلامي العربي على مدى يومين بحضور أكثر من 150 شخصية قيادية عربية ودولية مختصة في مجال الإعلام. وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بهذه المناسبة بأن ما يشهده عالم اليوم من متغيرات متسارعة يضع على عاتق قادة الإعلام العربي مسؤوليات جسيمة في تنوير الرأي العام عبر تقديم محتوى معرفي متميز يوازن بين متطلبات العصر الحديث، ويحافظ في ذات الوقت على التراث والأصالة العربية. وأكد سموه على ضرورة أن يكون الخطاب الإعلامي العربي سواء المرئي أو المسموع أو المقروء معبرا عن قضايا الأمة، وعنصراً رئيسياً في تحفيز المواطن العربي على دعم الوحدة الوطنية ونبذ الشقاق، فالإعلام هو وسيلة للبناء ولا يجب أن يكون معولا للهدم وإثارة الفتن. وقال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إن مسؤولية الإعلام كمشعل للتنوير والتثقيف تتزايد يوميا، لاسيما في ظل عصر السماوات المفتوحة والفضائيات وذوبان الفواصل والحدود الجغرافية بسبب الثورة التكنولوجية الحديثة، وهو ما يتطلب من قادة الإعلام العربي أن يكونوا على قدر المسؤولية من خلال قيادة خطاب إعلامي مستنير يرتكز على المعلومة الصحيحة التي ترفع من مستوى وعي المواطن، وتساعد في لمّ شمل الشعوب، ونبذ الخلافات والضغائن والأحقاد. وأشاد سموه بالتطور الملحوظ في الإعلام العربي بكافة وسائله خلال السنوات القليلة الماضية، داعيا إلى أن يكون ذلك التطور هو الأرضية التي تنطلق منها وسائل الإعلام العربية نحو فضاءات أرحب من التحديث والازدهار. وحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المؤسسات الإعلامية العربية على الولوج إلى المستقبل بنظرة أكثر احترافية تقوم على تحقيق قدر أكبر من التكامل بينها، وصياغة خطاب عربي موحد موجه للداخل والخارج يرتكز على تبيان الجوانب المضيئة في الثقافة والشخصية العربية وربط الأجيال الناشئة بها في مواجهة عوامل التغريب الثقافي والفكري. وأكد سموه ضرورة أن تستفيد وسائل الإعلام العربية بشكل إيجابي من مناخات الحرية والانفتاح في حرية التعبير التي تشهدها العديد من الدول العربية من خلال تبنى الإعلام لإستراتجية تضع المصلحة القومية نصب أعينها، وتقدم البدائل للتعامل مع الأخطار التي تواجه الأمة العربية. وأعرب سموه عن سعادته لاستضافة مملكة البحرين لأعمال هذا الملتقى الأول من نوعه، الأمر الذي يؤكد حرص المملكة وسعيها على دعم كل الجهود الرامية إلى تفعيل التعاون العربي على كافة الأصعدة. كما أعرب سموه عن تطلعه إلى أن يكون الملتقى وما يشهده من ندوات ومحاضرات فرصة طيبة وفريدة لطرح القضايا الإعلامية التي تهم العالم العربي في إطار من الشفافية، وأن يسهم الملتقى في تحقيق قدر أكبر من التقارب وتبادل الخبرات والآراء بين قيادات الإعلام العربي بشأن المستجدات المتلاحقة على الصعيد الإعلامي. من جانبها وجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزير الثقافة والإعلام جزيل الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على تفضله بقبول رعاية أعمال هذا الملتقى، الأمر الذي يؤكد ما يوليه سموه للإعلام من مرتبة تضعه في صدارة متقدمة من أولويات التنمية والاتصال بالمشهد الدولي، وترسيخ قيم التفاهم والحوار والتضامن بين الشعوب مشيدة بجهود سموه في مجال دعم الإعلام فسموه نبراس نهضتنا الإعلامية. وأعربت عن سعادة مملكة البحرين، باستضافة الدورة الأولى لهذا الملتقى القيادي النوعي، الذي لا يعبر، فحسب، عن دعم المملكة لجهود الارتقاء بالرسالة الإعلامية وصيانة حرية الكلمة والتعبير، وإنما يومئ، بالصورة البليغة الواضحة، إلى انخراط البحرين في الجهود الإعلامية المسؤولة من أجل الإصلاح والمراجعة المستمرة لمسيرة الإعلام العربي لإبراز إيجابياتها ومعالجة التحديات التي تواجهها. وأكدت بأن ملتقى قادة الإعلام العربي يأتي بهدف تبادل وجهات النظر بين أصحاب الشأن والقرار الإعلامي العرب، والوقوف على التحديات، وتطوير استراتيجيات المواجهة من أجل ترقية أدوات وأداء الإعلام العربي، وأضافت بأنه قد أصبح من الواجب علينا أن نبحث عن الوسائل والأساليب التي تضاعف من الإيجابيات وتحد من السلبيات في عصر تلاشت فيه الحدود وتحطمت فيه الحواجز. وأضافت بأن مناقشة الدورة الأولى للملتقى لدور القيادات الإعلامية العربية في اللحظة الراهنة، خاصة مع التحولات التي تضرب الاقتصاد العالمي، وفي ضوء المقاربة المستوعبة الشاملة التي تأخذ في الاعتبار مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لهي خطوة ضرورية من شأنها أن تسهم في إنجاح جهود التفاعل الناجح مع الفضاء الاتصالي المعولم، وحيازة تنافسية مهنية قادرة على الذهاب نحو أفق عربي أكثر اتساماً بالشفافية والتواصل، ودعم متجهات الديمقراطية والتمدين. وأعلنت وزيرة الثقافة والإعلام خلال الملتقى إشهار جائزة البحرين لحرية الصحافة، الجائزة التي ستنطلق أولى دوراتها في اليوم العالمي لحرية الصحافة المقبل 3 مايو 2010م. ومن جهته أكد الأمين العام لجامعة لدول العربية في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور محمود عبدالعزيز على ما تشكله رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لفعاليات المتلقى الأولى لقادة الإعلام العربي من دلالة على اهتمام مملكة البحرين بدعم الإعلام العربي وتعزيز التعاون بين القائمين عليه وقياداته،ونوه بجهود الملتقى الإعلامي العربي في دعم التكامل بين الأنشطة الحكومية والأهلية والاندماج بين هيئات المجتمع المدني في المسار العام للعمل العربي المشترك. وفي كلمته أكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي عبدالله الخميس على ضرورة أن يتجه الإعلام العربي إلى الوجهة الايجابية بما يخدم أمتنا وأوطاننا ويحقق الوحدة الإعلامية، وأشار إلى مبادرة مملكة البحرين بإطلاقها جائزة البحرين لحرية الصحافة التي تعتبر تأصيلا لمبادئ العمل الصحفي، مشيدا برعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لفعاليات الملتقى والتي تعكس حرص سموه على تطوير المؤسسة الإعلامية العربية، وأضاف بأن الإعلام سلاح ذو حدين قادر على التفريق كما هو قادر على لمّ الشمل كما أنه بات مؤثرا في لم الشمل وتوجيه الشعوب ، وأشاد بجائزة البحرين لحرية الصحافة والتي تعتبر حافزا للأقلام الحرة التي تريد النهضة لمجتمعها وتقدمه، متمنيا للقمة الإعلامية العربية التي تنعقد في رحاب مملكة البحرين أن تؤتي ثمارها وأن تقدم للمؤسسة الإعلامية مفاتيح التقدم والتطور . يذكر أن جدول أعمال الدورة يضم ثلاث جلسات حوارية، كانت الجلسة الأولى تحت عنوان \" الإعلام.. والمتغيرات الدولية\" والتي تم من خلالها مناقشة الآليات التي تمكن الإعلام العربي من متابعة المتغيرات الدولية ومدي الفائدة المرتبطة بمتابعة هذه المتغيرات بدقة خاصة ونحن نعيش في عالم مليء بالمتغيرات التي تحدث باستمرار. فيما ركزت الجلسة الثانية على الجانب المالي في الصناعة الإعلامية حيث تناولت هذه الجلسة تأثير رأس المال على صناعة الإعلام وكذلك أزمات التمويل خاصة وأن الإعلام ليس كأي صناعة أخرى؛ فالإعلام له طبيعة مختلفة ورسالة اجتماعية محددة، وهذه الجلسة عقدت تحت عنوان \" تأثير رأس المال على صناعة الإعلام \" ووقفت على الارتباط الوثيق بين عملية التمويل وتأثيرها على رسالة الإعلام التي يجب أن يؤديها الإعلام اجتماعياً. وتطرقت الجلسة الثالثة ل \" مستقبل الإعلام العربي .. أزمات وعوائق \" واستعرضت أهم المعوقات والأزمات التي تحول دون تطوير وتحديث المؤسسة الإعلامية العربية وكيفية التعامل مع هذه الأزمات والعوائق وكيفية تخطيها من أجل النهوض بالإعلام العربي ووضعه في مكانة إعلامية متقدمة.