تسببت إشاعة عن جريان بحيرة المسك يوم أمس في مدينة جدة إلى ترك الأهالي منازلهم وخروجهم منها وخاصة بعد أن طلب الدفاع المدني من الأهالي الإخلاء واخذ الحيطة والحذر. وقد تجمهر أهالي أحياء السامر والتوفيق والأجواد عند مراكز الدفاع المدني طالبين تأكيد أو نفي خبر انهيار سد البحيرة وطمأنتهم فما بذل رجال الدفاع المدني بالمراكز جهودا كبيرا لإقناع الناس بأن الوضع مطمئن وتحت السيطرة ولا يوجد ما يدعي للقلق ولكن في نفس الوقت يجب الحذر عن طلب الإخلاء. وقد اتجهت كثير من العوائل من ساكني الأحياء المستهدفة إلى خارج المنطقة فيما انتقل البعض منهم إلى الإقامة عند أصدقاء وأقارب لهم في أحياء أخرى في المدينة. هذا وقد وقفت الجزيرة على البحيرة ولاحظت تواجد مسؤولي الأمانة وعدد كبير من المعدات التي بدأت في عمل مصدات ترابية أخرى عن البحيرة حتى يتم تخفيف الضغط في حالة التسرب. ولاحظت بعض التسريات البسيطة من خلال الطرق. فيما شهدت جوانب وجميع الطرق المؤدية للبحيرة تجمعا كبيرة من المواطنين وذلك للاطلاع والاطمئنان. أما الدفاع المدني فقد قام بتجهيز عدد كبير من المعدات والآليات في موقع قريب من البحيرة وذلك استعداداً للتدخل في حالة انهيار السد لا قدر الله سبحانه وقد انتشر رجال الدفاع المدني في مواقع كثيرة من أحياء السامر والتوفيق والأجواد للتوضيح للمواطنين عن الوضع ووجوب اتخاذ احتياطات احترازية للمواطنين للمحافظة على أرواحهم. من جانبه طمأن وكيل أمين جدة للتعمير والمشاريع المهندس إبراهيم كتبخانة أهالي جدة بأنه لا خوف من بحيرة الصرف وأن ما تردد عن إمكانية حدوث انهيار لجدار البحيرة لا أساس له من الصحة، مؤكدا عدم وجود أية تصدعات لسدود البحيرة.وقال كتبخانة أن ما حدث بالأمس هو أن أحد بحيرات التبخير الثمانية التي أنشأتها الأمانة بجوار بحيرة الصرف وتسع كل منها مليون متر مكعب من المياه فاضت منها المياه بعد امتلائها، مشيرا إلى وجد بعض التسربات من جسم السد ولكنها لا تسبب أية خطورة وهي أشياء مدروسة، خاصة أنه لا توجد أية شروخ أو تصدعات في جسم السد، مؤكدا أنه تم تدعيم سدي البحيرة ويجري متابعتهم أول بأول.وأوضح أن منسوب المياه خلف السد الاحترازي وصل يوم الأربعاء إلى 15 مترا وانخفض أمس إلى 13.5 مترا، ومن المتوقع أن يصل إلى مستواه الطبيعي عند 10 أمتار بحول يوم السبت القادم، وذلك بعد تشغيل 3 مضخات لتقليل هذا المنسوب ونقلها عبر الخط الناقل نفذته الأمانة كأحد المشاريع العاجلة لدرء مخاطر بحيرة الصرف إلى قناة مجرى السيل الجنوبي بسعة تصل إلى 35 ألف متر مكعب يوميا.وقال كتبخانة أنه تم الوقوف على السد الاحترازي والترابي من قبل لجنة الطوارئ والتأكد من ثباتهما، وأشار إلى أن هناك لجنة طوارئ مشكلة بقرار من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة للتعامل مع أية أخطار محتملة تنتج عن هطول الأمطار على بحيرة الصرف، ومع هطول الأمطار الأخيرة بادرت لجنة الطوارئ بالتعاون مع الجهات الأمنية بمنع ناقلات الصرف الصحي من إلقاء المياه في البحيرة وتوجيهها مؤقتاً إلى المحطات التابعة لوزارة المياه كمحطة الخمرة والإسكان والرويس كإجراء احترازي، حيث تم إيقاف الصب في البحيرة فور تلقي البلاغ من الرئاسة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة بتوقع هطول الأمطار، وتعميم ذلك على جميع الجهات المشاركة في خطة الأمطار. وأضاف أن الأمانة أنشأت أمانة محافظة جدة نقاط مراقبة بجوار السد الترابي لمراقبة مستوى المياه في البحيرة والإبلاغ الفوري لغرفة عمليات الأمانة في أي حاله طارئة، كما تعمل الأمانة بكل ما يلزم لتخفيف الضغط على البحيرة من خلال الحد من تصريف المياه بالناقلات. وقال: من ضمن الحلول لمشكلة بحيرة الصرف الصحي تم إنشاء السد الترابي لحجز مياه البحيرة بطول (1700) متر وتقوم الأمانة بصيانته من خلال مشروع صيانة السد الترابي بوادي العسلاء، إضافة إلى مشروع السد الاحترازي والذي تم إنشاؤه على بعد (12) كيلومترا ويبلغ طوله (230) مترا وارتفاعه (18) مترا بسعة تخزينية (تصل إلى 50 مليون متر مكعب مكعب وكذلك زراعة أشجار الحلفا التي تمتاز بمزايا امتصاص كميات كبيرة من المياه وشق قنوات لتكون بمثابة بحيرات ومتنفس لتصريف مياه البحيرة في حال ارتفاع منسوبها. أما الشؤون الصحية فقد قامت بإخلاء وإجراء احتياطات احترازية في المستشفيات الواقعة في حي الصفا وأعلنت جاهزيتها لأي طارئ لا سمح الله كما قامت وبتوجيه من معالي وزير الصحة بتحريك 10 فرق طبية متكاملة كل فرقة مكونة من طبيب وطاقم تمرضي رجالي ونسائي وذلك بالمرور على سكن المواطنين بالشقق المفروشة المتضررين من الإمطار والسيول التي هطلت على محافظة جدة في الآونة الأخيرة. لتقديم كافة الخدمات الصحية لهؤلاء المتضررين والكشف عليهم وتطعيم من يرغب منهم بلقاح الأنفلونزا المستجدة والأنفلونزا الموسمية والكشف خاصة على الأطفال وكبار السن من أصحاب الإمراض المزمنة وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية لهم وكذلك تحويل أي حالة اشتباه بمرض وبائي إلى اقرب مستشفى. كما تقوم هذه الفرق الطبية بتقديم الإرشادات الصحية لهؤلاء المواطنين وتوزيع المطبوعات التوعوية لهم وتقديم أي مشورة طبية أو أي احتياج طبي أو دوائي لمن يحتاج من هؤلاء المتضررين